رثاء الأم - أردى بي الشَّقاءُ وأرهق جلدي

لـ عمر صميدع مزيد، ، في الرثاء، 32، آخر تحديث

رثاء الأم - أردى بي الشَّقاءُ وأرهق جلدي - عمر صميدع مزيد

رثاء لوالدتي ..
 
أردىٰ بي الشَّقاءُ وأرهق جلدي
ونُثِر الحزن بين الرُّوح والجسدِ
 
وشاءت شدائِدُ الدَّهر كافةً
تصبُ سِهامها صوب القلب والكبدِ
 
فالحزن مُتلهِّبٌ في قلبٍ مُلتهبِ
والقلبُ مُتوقِّدٌ في جسدٍ مُتَّقدِ
 
ما للحياة إن سنَّتْ مصائِبُها
على الخلائقِ لم تُبقِ منهُم أحدِ
 
ألا يا دهرُ قنِعت أنَّ الناس قانِعةً
بما رضيت لهم من همٍّ ونكدِ
 
رفقاً بهم وبعض الرِّفقِ بِنا
أفرطتَ في قهرِنا ، فاقتصدِ
 
ما كنتُ أعلمُ أنَّ قلبي الهشِيم
إن صابه سهمُ الهمِّ عاش في كمدِ
 
وما كنتُ أعلمُ معنى المُصابِ إلَّا
بعد أن سلبَ الدَّهرُ أُمِّي للأبدِ
 
وما كنتُ أمنعُ رُوحي فِداً لها
لأُبعِد يد الموت عنها ويأخذ يدي
 
أبكي على فقدي بركات العمرِ
وأحيا بعدها غريب الأهل والولدِ
 
ولكنَّ الله إن أراد شيئاً فليكُن
كمن أراد أن يرى قضمة الأسدِ
 
كنتِ يا أُمَّي لي كحصنٍ منيعٍ
أشدُّ بكِ أزري وحرزي لمُحسدي
 
وكنتِ عهدي ووعدي وموعدي
واليوم أصبحتُ بعدكِ بمُفردي
 
فليس لي أُمٌّ تدعو بعيشٍ أحمدِ
وليس لي بلدٌ أشعرُ أنه بلدي
 
أبوفراس ✓ عمر الصميدعي
19/4/2019
مراجعة الأستاذة الفاضلة
نزهة ابراهيم عبدالرحمن
© 2024 - موقع الشعر