هواطل الغيث - محمد سراج محمد

سقانا بأمر الله غيثٌ مُجَلِّلٌ
ثلاثَ ليالٍ ما تَكِفُّ هَواطِلُهْ

أتَتْ مُزْنُهُ مِن جانب البحرِ، قَصْدُها
خُمالٌ فرضوى فالعقيقُ فعاقلُه

فأُحْدٌ فسَلْعٌ فالبقيعُ فقبرُ مَن
هو الغيثُ مُسْتَغْنٍ عن الطلِّ وابِلُهْ

ومَدَّ بأسبابٍ إلى الأرضِ ثَرَّةٍ
فحَلَّتْ بأكبادِ الشِّعابِ مثاقِلُهْ

ورَدَّ الثريّا للثرى، والذُّرى جَرَى
إلى مُطمَئنّاتِ الوِهادِ مَسايِلُهْ

وصدَّ شُعاعَ الشمسِ حتى تكسّرَتْ
على حدِّ أسيافِ البروقِ مناصِلُهْ

فظَلَّتْ ثلاثًا، كلَّما ثَغرةٌ بَدَتْ
تَدَارَكَها حتى نَهَتْها جحافِلُهْ

ثلاثًا نسينا الشمس فيها، فلو بَدَا
لنا البدرُ قلنا: الصبحُ وَافَتْ مَخَايِلُهْ

وقد سِرْتُ فيها أطلبُ "الجَدْيَ" فالْتَقَى
"سُهَيلٌ" بعيني حيثُ ما كُنتُ آمُلُهْ

ثلاثُ بها لمْ يَنْتَقِصْ بهجتي سِوى
غيابُ التي قلبي بها لا أُجادِلُهْ

© 2024 - موقع الشعر