الدهرُ قاضيها

لـ مجدي الشيخاوي ، ، في العتب والفراق، آخر تحديث

الدهرُ قاضيها - مجدي الشيخاوي

أتت حروفي بأحكامٍ لأَحكيها
عن كلَّ أُنثى و ماضى الحب يُبكيها

تُجلجلُ الحرف في ألحان أغنيةٍ
تعدو إلى ذكرياتٍ تَختفي فيها

راحت تُقلّبُ في عُشّاق ماضيها
فلم تجدْ عاشقًا غيري يُعلّيها

يا من تجاهلتِ دار العزِّ حيّيِها
و نمتِ فيها أَناء الليلِ هانيها

إنّي أقصُّ حكايا العشقِ أولها
لمّا كانت صفاءُ الروحِ تَعنيها

و عاشت في جفونِ العين منزلة
دون النساءِ و هذا العزُّ يكفيها

إنَّ الذي عاشَ في قلبٍ فمسكنهُ
مسكٌ و إنْ عاب بالجدرانِ بانيها

ظنت بأن فؤادي ذا سيحميها
من ظلم إفكٍ لقلبٍ بات عاصيها

و ليسَ يسعفنا حسنُ النساءِ إذا
مكارمُ الناس قد هُدّتْ مبانيها

مشى بها الكبرُ حتى أدركت بشرًا
كانت تراهُ جميلًا صار يغويها

كلاهُما كاذبٌ و العشقُ محكمةٌ
قاضي الهوى عادلٌ بالحق يقضيها

(ولستُ أعجبُ منهم بل عجبت لها)
كيف استغلت فؤادًا رهن أيديها

كلٌّ يُعاني و كلٌّ حسب موضِعهِ
لا للعدالةِ أن تُخفى خوافيها

لا الحزن في صمتكِ المكتوم ينصفني
أدركتُ حقًا بأنَّ الدهر قاضيها

تشتاقُ وجدًا و حبّاً كان يُحييها
لتدمعَ اليوم من هجري مآقيها

من يفهَم الروحَ إن فاضت مآسيها
سيرتوى من حَبابِ الكأسِ ساقيها

ما أنت في حاجةٍ للشعر قد وصلتْ
لكِ الرسالةُ في أجلَى معانيها

© 2024 - موقع الشعر