أَسْرَجَ الْهِلَالُ

لـ أشرف السيد الصباغ، ، في المناسبات والاعياد، 31، آخر تحديث

أَسْرَجَ الْهِلَالُ - أشرف السيد الصباغ

هَذَا نَشِيدٌ مِنْ قُلُوبٍ نَالَهَا
مِنَ الْفَخَارِ مَا أَنَارَ لَيْلَهَا

قَدْ أَقْبَلَتْ أَيَّامُ عَشْرٍ فَضْلُهَا
سَبِيلُ خَيْرٍ لِلتُّقَى كُنْ أَهْلَهَا

نَسْمُو بِهَا يَزْهُو لَهَا فَخْرُ الْعُلَا
بِالْخَيْرِ قَدْ أَلْقَتْ لَنَا ظِلَالَهَا

وَهَذِهِ رِسَالَةٌ تَشْدُو بِهَا
بَيْنَ النُّجُومِ أَسْرَجَتْ هِلَالَهَا

مِنْ ذِكْرَيَاتِ خَيْرِ عَشْرٍ مَنْهَلٌ
تَرْوِي بِحُسْنِ فَيْضِهَا مَا حَوْلَهَا

فَالذِّكْرُ نُورٌ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ
كُنْ قُدْوَةً قَدْ أَصْلَحَتْ أَفْعَالَهَا

هَذِي أُصُولُ كُلِّ مَنْ رَامَ الْهُدَى
طُوبَى لِمَنْ قَدِ اقْتَفَى سَبِيلَهَا

قُلُوبُنَا مُشْتَاقَةٌ لِبَدْرِهَا
تَدْعُو بِهَا تُهْدِي لَهَا إِكْلِيلَهَا

إِخْوَانَنَا فَإِنَّنَا نُحِبُّكُمْ
نُهْدِي لَكُمْ نَصِيحَةً أَصْغُوا لَهَا

كُلُّ امْرِئٍ إِذَا خَلَا مِنَ طَاعَةٍ
فَنَفْسُهُ فِي ظُلْمَةٍ يَا وَيْلَهَا

تَنَافَسُوا فِي شَأْوِهَا فَعَيْنُهَا
تَرْنُو لَكُمْ فَحَقِّقُوا آمَالَهَا

بَارِكْ لَنَا يَا رَبَّنَا فِي عَشْرِنَا
فَالْفَوْزُ كُلُّ الْفَوْزِ فِيمَنْ نَالَهَا

شعر/ أشرف السيد الصباغ

مناسبة القصيدة

أَسْرَجَ هِلَالُ الْعَشْرِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ. مَعَ هِلالِ ذِي الحجَّةِ يَصْدَحُ فِي جَنَبَاتِ الكَوْنِ أَذَانُ مَوْسِمِ الْخَيْرِ. فَأَجَابَ الدَّاعِيَ مَنْ أَجَابَ، وَتَابَ إِلَى رَبِّهِ وَأَنَابَ، وَأَعْرَضَ عَنْهُ مَنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعَاثَهُ فَثَبَّطَهُ عَنِ الخَيْرِ فَخَابَ؛ فَيُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِأُمُورٍ لَيْسَ لَها قِيمَة، وَيَنْغَمِسُ فَي أَغْوَارِ الهَزِيمَة، وَيَغُوصُ فِي فِتَنٍ لا تَزَالُ تَصْنَعُ لِلشُّرُورِ وَلِيمَة، فَقَعَدَ عَنْ سَبِيلِ النَّجَاةِ أَسِفًا، وَرَأَى مَوْتَ قَلْبِهِ بِعَيْنَيْهِ فِي الحَيَاةِ سَلَفًا. وَكَمْ مِنْ إِنْسَانٍ كُلَّمَا سَنَحَتْ لَهُ الفُرْصَةُ وَتَوَفَّرَتِ المؤُونَةُ يُقْعِدُهُ الشَّيْطَانُ وَيَمْنَعُه، وَيُكَابِدُهُ فِي أَمْرِهِ وَيَخْدَعُه، فَإِذَا أَرَادَ النُّهُوضَ لَمْ تَقُمْ لَهُ قَائِمَة، وَلا يَسْتَطِيعُ إِدْرَاكَ الخَيْرِ فِي مَوْسِمِهِ لِعِلَّةٍ لَهُ مُلازِمَة. وَمَا أَعْظَمَهَا مِنْ فُرْصَةٍ يَتَرَقَّبُهَا العِبَادُ فِي كُلِّ البلِاد! فَطُوبَى لمنْ بَرَزَ فِي حَلَبَةِ السِّبَاقِ بِخَيْرِ زَادٍ لِلْمَعَاد، تُصَادِقُهُ هِمَّةٌ مِنْ سَحَاب، وَتُرَافِقُهُ دَفْعَةٌ مِنْ عُبَاب. وَمَا اغْبَرَّ وَجْهُ عَبْدٍ فِي طَاعَةٍ إِلَّا ازْدَادَ عِنْدَ رَبِّهِ حُسْنًا وَبَهَاءً، وَأَفْلَحَ بِمَا قَضَى فَرَضَهُ وَفَازَ مِنَ الأَجْرِ بِمَا فَاز، وَأَحْرَزَ فِيهِ قَصَبَ السَّبْقِ وَحَاز، فَمَلأَ قَلْبَهُ مِنْه، وَاجْتَهَدَ فِي طَلَبِ رِضَا رَبِّهِ عَنْه. فَاللَّهُمَّ اكْتُبْ لَنَا مِنْ خَيْرِهَا أَكْرَمَ حَظٍّ، وَمِنْ أَجْرِهَا أَوْفَرَ نَصِيبٍ.
© 2024 - موقع الشعر