غلطة عمر - إبراهيم الحسان

‏مرّت وكن عيونها عين شيهان
عنقاء، ونزّاع العقل، برقبتّها

‏تقود جند من الخصايل، وسلطان
من فوقها برق، وسحايب، تحتّها

‏سبحان معطيها الخطايا بالاوزان
عز الله إن كل العطايا، خذتّها

‏سارت، ونامت فتنة الإنس و الجان
ألين ما عقب الرقاد ، أقعدتّها

‏فجرٍ مهو فجر الروابع و الأحزان
أو قصةٍ جات السنين و محتّها

‏لا والله الا سيف ساطي و ميدان
و وجيه ما كل الوجيه تركتّها

‏قالت هنا موطن، ومن دون الأوطان
وش عُظم يا هذا الوطن، منّزلتّها ؟

‏قلت ألعنّ من الذنب، عثرة كحيلان
يوم إنتخى والدمع، جاب آخرتّها

‏مثل الذي سنّد على طيب وإحسان
وأعطى العطايا طامع ٍ ببركتّها

‏وسجّل له التاريخ هفوة ونقصان
سولف بها، مير الظنون جْحدتّها

‏زلة قدم صايب، على شان غلطان
غلطة عمر سود الليالي قرتّها

‏وانا خذاني هاجس إنسان، لإنسان
من باب -غدر الغادرة- فلسفتّها

‏ومن شان راس فلان، أو يكرم فلان
باحت سدود المستحي و فضحتّها

‏للعلم هقواتي كبيرات وسْمان
م أذكر هقى راسي بهقوة، فختّها

‏إحساسي اللي كل ما للقسى لان
طير ٍ هداد و صيدته.. ما فلتّها

‏عوالم ٍ فيها خفايا و كتمان
ما ودّي أقحم عالمي، معمعتّها

‏وإلا ترى عندي دلايل وبرهان
‏إعلوم ثلثين العرب ، جاهلتّها

‏صندوق صدري بالسواليف مليان
دفنّتها والصمت جاب ثمرتّها

‏من لا يجي برضاك من دون الأثمان
بيعه على سوق الهروج و بختّها

‏المنّقع الطيّب، للأخلاق ميزان
سود الوجيه، أفعالهم سوّدتها

‏من فوقي الله عالي العرش والشان
والنار من تحتي تثور لهبتّها

‏من غير ظلم أحد، ومن دون حقران
يبطون وطي أرضٍ رجولي وطتّها

‏إيه أتجاهل شي في بعض الأحيان
وانا أعرْف وجيه البشر و أقنعتها

‏لكن كنوع من إحترامي للأذهان
بعض الرجال علومها رافعتّها

‏حتى ولو من دور جدي ليا الآن
مواقف كرام الشوارب، عَفتّها

‏تغنيك عن يوم الرخى، سرج وعنان
عن وقتنا الحاضر ، وعن سالفتّها

© 2024 - موقع الشعر