عينُ السَّما

لـ حسن الجزائري، ، في الرثاء، 10، آخر تحديث

عينُ السَّما - حسن الجزائري

عَيْنُ السَّما تَجري الدِّما في فَقْدِ أُمِّ الأَطهارْ
أُمُّ الأَبيْ بِنْتُ النَّبيْ شَدَّتْ رِحالَ الأَسفارْ
--------------------------
قَضَتْ بِنْتُ النَّبيْ في دارِها قَهرا
قَضَتْ والدَّمعُ جارٍ يشتكي العَصرا
سَلامٌ لِلمُهَشَّمِ ضِلعَها جَهرا
سَلامٌ لِلموسِّدِ جِسْمَها سِرّا
والمُرتَضى والمُجتبى قَدْ كَفَّنوها لَيلا
صوتٌ حَزينْ نادى الحُسَينْ أُمّاهُ مَهْلاً مَهلا
--------------------------
قُبيلَ رَحيلِ والِدها النَّبي المُختارْ
دَعاها كي يُنبِؤها أذى الأشرارْ
ببابِ اللهِ قالَ غَداً تُشبُّ النّارْ
فنادي أحمداً لا تَذكُري الكرارْ
لا يستطيعْ قَلبُ الفجيعْ مِن أنْ يَرُدَّ الكَوثَرْ
هَلْ في الظَّلامْ أَمْ في المنامْ قادوا بِحبلٍ حيدرْ
--------------------------
وَبَعدَ بُلُوغِ مَنْواهُمْ أَتَوا لِلبابْ
لا لِلحَرقِ بَلْ خَلَقوا لَهُمْ أَسْبابْ
لِأيِّ جَريمَةٍ تُبْتُمْ وَمَنْ قَدْ تابْ
وأنتُمْ عِنْوةً قَدْ جِئتُمو أحزابْ
قالَ البَغيْ هذا عليْ في الدّارِ مَنَ قَدْ يَلقاهْ
قالوا وإنْ وعليُّ مَنْ ما دامَ طه وَصّاهْ
--------------------------
عَجِبْتُ لِمَنْ عَلا ويَبيتُ في الحُفُراتْ
كَرملٍ فَوقَ طَودٍ اَصلُهُ فَلَواتْ
أَ لَمْ تُروى لَكُمْ عِبَرٌ على مَنْ ماتْ؟
أَ لمْ يُتلى لكُمْ مِنْ سُورةِ الحُجُراتْ؟
فَوقَ النَّبيْ لا يَعتَليْ صَوتٌ وإلّا نِلْتُمْ
سَخطُ الإلهْ مِمّا رَآهْ قَومُ النِّفاقِ أنْتُمْ
--------------------------
هوى الكَرارُ نَحو التُّربِ بالدَّمعِ
(كَنَجمٍ إذْ هَوى) مِنْ شِدَّةِ الوَضْعِ
حِبالُ الصَّبرِ قَدْ ناءَت إلى القَطْعِ
فطه يَلتقي مَكسورةَ الضِّلعِ
ما لي أنا في القَبرِ ذا حَقاً أ فيهِ فاطِمْ؟
فالصُّبحُ بانْ والحُزنُ حانْ والكونُ عَزَّ القائِمْ
--------------------------
عليٌ ناشَدَ الزَّهرا أَ لمْ تَسمعْ؟
حَبيبٌ لا يُجيبُ وَقَدْ غَدا المَضْجَعْ
عَجيبٌ روحُ أحمدَ في الثَّرى توضَعْ
فَكيفَ النُّورُ في ظُلَمِ الدُّجى يَهْجَعْ
أينَ الرَسولْ أينَ البَتولْ مِنْ بَعْدِهِمْ كَفّي شُلَّتْ
هَلْ خِلْتُ هَلْ دُونَ الأَهلْ وَمدامعي ما كُفَّتْ
© 2024 - موقع الشعر