غداً يكونُ لِقاؤنا - حسن الجزائري

عامٌ مضى خِلٌّ قضى
موتٌ دنا فَلِما البقا
أ لِنرتجي وصلاً لِأصحابِ القَلى؟
أم دَمعُنا نَروي بِهِ
أَرضاً لِكي
يحيا الذي هو قَد خَلا؟
سُئِلتْ جَهَنَّمُ هَلْ كفى؟
فَتَقولُ لا
هَلْ مِنْ مَزيد؟
أ ترابُ هل مِنْ ذي الرِّمالِ أم السَّعير؟
فلأنتَ مَوتٌ لا يراكَ سِوى البَصير
كالنَّهرِ يُسقي مَرّةً
وَتُراهُ أُخرى مَنْ سَقاهُ هو الغَريقْ
فَسَنَلتقي يا تُربُ إِنّي مُنتظرْ
يومٌ ولِحدُكَ مُظلِمٌ وَعَليْ يَضيقْ
فلِأسترِحْ...
قَد حانَ نومي يا بُني
فالحلمُ أَصبَحَ واقِعاً
والنَّومُ لا يَحتاجُ لَيلْ
نَمْ يا بُني
وغداً يكونُ لِقاؤنا
وأبوحُ عَنْ أُمٍّ تُناغي طِفلَها
ظَنّاً بها غَلَبَ النُّعاسُ وقد خَلا
نَمْ يا عَزيزي وانتَبه
كُلُّ الأُناسِ إلى مَطالِبِها سَعَتْ
فَوصيَّةُ الحُلْمِ اطمَئِنْ
أصنَعْ فراشَكَ
في النِّهايَةِ يَعتَلي
رَمْلٌ عَليكَ وتَنْدَثِرْ
© 2024 - موقع الشعر