أينَ الجَّمالْ - حسن الجزائري

مالي ومَالَكَ بالصِّغارِ وَحُسنِهِمْ
وَجَمالِهِمْ
كالنَّجمِ يَبرُقُ ضَوؤهُ لكنَّهُ
مِنْ قَبْلِ أَعوامٍ مَضَتْ هو مَيِّتُ
قُلِبَ الوجودُ فَصارَ نَجْمي كاهِلاً
وبَياضُ شَيبِ النَّجمِ بانَ كَضوئِهِ
كابوسُ دُنْيانا مَشِيبُ شَبابِنا
وَمَشيبُ طِفلٍ بَلْ مَشِيبُ صَبِيّنا
مَاذا بِهِمْ؟ ولِقومِهِمْ؟
فَغَزَا المَشِيبُ رُؤوسَهُمْ
وَسِيوفُهُ
بِيْضٌ تُقارِعُ كُلَّ شَيءٍ أسودٍ
وَمَصائِبٌ
سُودٌ تُقارِعُ كُلَّ شَيءٍ أبيَضٍ
هي شَعْرَةٌ بَيْضاءُ صاحِبُها كَهِلْ
عَجَبي لَها
مِنْ سِرِّها
ومِنَ الَّذي هُرِعوا بِها
عَجَبي لِخَلْقٍ لِلبَياضِ يُحبّهُ
إلّا بَياضُ الشِّيبِ أو لَونُ الكَفَنْ
أينَ الجَّمالُ؟ وأينَ مِنْ عُشّاقِهِ؟
أينَ النِّساءُ؟ وأينَ حُسْنُ وجوهِهِنْ؟
غابَ الجَّمالُ وراءَ كُلِّ عَجوزَةٍ
وَكَذاكَ غَابَ العِشْقُ مِنْ عُشّاقِها
لَمْ يَعْلَموا أَهلُ الهَوى
مَا لِلعَجوزِ وَحُسْنِها
في عَهْدِها
يَتَقاتَلُ الخلّانُ مِنْ وَجَناتِها
© 2024 - موقع الشعر