شموخُ العلم - حسن الجزائري

رَآكَ الوَحيُ في المعراجِ تَزدَهِرُ
كأنَّ الشَّمسَ إِنْ حادَتهُ تَنحَدِرُ

فيا لِلشَّمسِ إِذما الغيمُ لازَمَها
كَظِلِّ المرءِ في الظَّلماءِ ينتَحِرُ

فَحاكَ القلبُ مِنْ أنياطِهِ صوراً
وهل في صورةٍ يَتَجَسَّدُ القَمَرُ؟

وهل تُبقي يَدُ الأنهارِ صورَتهُ؟
إذا ما الرَّسمُ في الأصباحِ يَنكَسِرُ

وَلَمّا سارَ ذاكَ الضَّوءُ وانهَدَمَتْ
أتى موجٌ ومِنْ أقصاهُ يَعتَذِرُ

كأنَّ الصِّنوَ موسى والعلومُ عصا
بِكُلِّ الأرضِ عَينُ العِلمِ تَنْفَجِرُ

وَفَخْرٌ لِلعلومِ اليومَ مولِدُهُ
وَحَقٌّ لِلعلومِ اليومَ تَفْتَخِرُ

فَكانَ العِلمُ موروثاً لِباقرنا
كورثِ المالِ في الأنسابِ يَنحَصِرُ

رَقى كالبَدرِ في الآفاقِ مُكتَمِلاً
وينأى عَنْ دُعاةِ العلمِ ما احتَكَروا

يَدورُ الدَّهرُ والأزمانُ تَتبعُهُ
وَرَحلُ الخَلقِ عِنْدَ السِّبطِ تَنْكَدِرُ

بَنَيتُ لَهُ مِنَ الأشواقِ أضرِحَةً
فَظَنَّ التُّربُ أنَّ العِلمَ يَحتَضِرُ

فلا تأبى فَدورُ المَوتِ ما صدَقَتْ
وظَنُّ التُّرب أنَّ المَوتَ يَحتَقِرُ

شُموخُ العِلمِ في أكواخِ صاحِبِهِ
وَقَصرُ الجَّهلِ مهما شاخَ يَندَثِرُ

© 2024 - موقع الشعر