قبرُ الرسول(ص) - حسن الجزائري

غادرتُ قَبْرَكَ والعيونُ تُلاحِقُكْ
والقَلبُ يَشتاقُ اللقا ويُفارِقُكْ

والرّوحُ طافَتْ ثُمَّ تاقَتْ أَنّها
تَأوي الثَّرى عِوَضَ التُّرابِ تُعانِقُكْ

يا مَنْ مَلَئتَ ديارَنا أ هجرتَها؟
أ يُقال لي ماتَ المُلقَّبُ صادِقُكْ؟

خَيْرُ الأَنامِ وَعاشِقٌ فيكَ اكتفى
لَثْمَ التُّرابِ وَذا أَنا هو عاشِقُكْ

أنتَ الحِمى حينَ الحُروبِ ومُفزِعٌ
لِلجبتِ بَلْ يَبدو إليهِ بارِقُكْ

أنتَ الذي لا أَربَعونَ وَجَدتُهمْ
شَبَهاً كَمَنْ هو في كتابِكَ ناطِقُكْ

آخ النَّبيَّ وَنِعْمَ تِلْكَ أُخوَّةٍ
كانَ السِّنادَ أمامَ مَنْ هو مارِقُكْ

قَد كانَ جُلَّ لِما يُقالُ بِذِكرِهِ
غَيْرُ الوَصيْ لَمْ يأتِ صِنْواً خالِقُكْ

قبرُ الرسول(ص) | الشاعر المهندس #حسن_الجزائري
© 2024 - موقع الشعر