التوآمان - سمير محمد العنتري

«التوأمان»
 
بيتُ العشق توأمةٌ
والتوأمةُ عِشقٌ وأمان
نعمةٌ من خالقٍ بديعٍ
مصوّرٍ فَنّان
***
فلسطينَ وأردن
توأمان عاشقان
صباحاً مساءً
ومن غير مواعيد
بكلّ مظاهر الهيبةِ والأناقةِ
يتقابلان
على ضفافِ برزخٍ كونيّ
عميقُ السّنْبِ
بهيّ السّناء
***
حِزامُ دفءٍ
جُسورُ عشقٍ ووصال
مقاماتُ أمجادٍ وعرفان
إشراقٌ ووجهان
لا يفترقان
***
جبالُ صمودٍ
سهوبٌ ووديان
بسماتُ سِحرٍ
غزلٌ صامت
تبادلُ أشواقٍ وآهات
أسرارٌ وألحان
أكاليلٌ من نرجسٍ وأقحوان
***
لا محلَّ لحاقدٍ وحاسد
مغرضٍ وجاهل
بطلانٌ وبُهتان
***
فراشةٌ جميلة
جسدٌ واحد
وجناحان
***
تاريخٌ ومنطق
لا يكذبان
من قِدَمِ يَمنٍ
من زمنِ قحطانَ وعدنان
كنعانَ وغسان
قُدسٌ وعَمّان
عروسان
من شَجر زيتونٍ
زهرِ ليمونٍ ورمان
زِفافٌ جماعي
رقصُ إيقاعٍ
على مسرحٍ قديم
بحرٌ وصحراء
أنغامُ أجراسٍ
وصوتُ مآذنٍ
وترتيلُ قرآن
***
بالمودة والرحمة
يتعانقان
على نفس المائدة
يجتمعان
خبزُ صاجٍ وطابون
مُسخَّنٌ ومَنسف
لَحمُ طيرٍ وخرفان
موائدُ رحمن
من مُعطٍ كريمٍ
مَنّان
***
تحتَ زيتونةٍ واحدة
لا شرقيةٍ ولا غربية
يَستظلّان
***
إن عطشا
عطشا معاً
من نفس الغيمة
يرتويان
نفسُ الفجرِ والسماء
قمرٌ وزعتر
يفترشان
***
نسبٌ ومصاهرة
التحامُ شهادةٍ وكرامة
لا ينفصمان
بقلبٍ واحد
ينبضان
قُدسٌ أنا
أنا عَمّان
أنا طائرُ الشوق
من طُبقالَ وتطوان
إلى مصرَ وأسوان
من شامٍ ولبنان
إلى بغدادَ ونجران
من وهرانَ ودرمان
إلى مسقط
وخورِ فاكان
***
عربيٌّ أنا
لا أطيقُ الذلَّ والهوان
أنبذُ العنفَ والتعصّب
في وجهِ الظُلمِ والظلام
أنا نورٌ وبركان
***
أحترمُ الأنام
حاملُ رسالةِ عدلٍ وسلام
عاشقٌ للأرضِ والحياة
صاحبُ حضارةٍ وعُنوان
***
أيها التاريخ
سَجل
أنا إنسّان
© 2024 - موقع الشعر