ربّانُ عشق

لـ حسن الجزائري، ، في الرثاء، 6، آخر تحديث

ربّانُ عشق - حسن الجزائري

أَحكَمْتُ جُرحَكَ فالدِّماءُ بُحورُ
سالتْ وقد جَفَّتْ لَدَيَّ سُطورُ

سَلَّمتُ أمريَ لِلإِلهِ بِكَربلا
مُذ أنْ هوى فوقَ التُّرابِ شُبَيرُ

أَفَما رَأيتَ السَّهْمَ نامَ بِصَدرِهِ
وَكَذاكَ نامَ الخَدُّ وَهْوَ عَفَيْرُ

فَبَكَتْ رِمالُ الطَّفِ فِتياناً خَلَتْ
كَالوردِ لكِنْ لا يَموتُ عَبيرُ

أجسادُ صَحْبٍ كالنّجومِ تَناثَرَتْ
والبَدرُ كافِلُ زَينَبٍ مَطبورُ

ناموا كَأصحابِ الرَّقيمِ على الثَّرى
وَتَقَلَّبوا ذاتَ القَنا وَأُديروا

عَلَّمْتَنا مَعنى الفِداءِ مُجاهِداً
أَفْديكَ نَفْسي والدِّماءُ تَثورُ

وَلَقَدْ دَعَوْتَ المَوتَ حينَ دَنَوتَهُ
فَرَآكَ تَرْقَبُهُ وَأَنْتَ بَشيرُ

أَوْقَفْتَ دائِرَةَ الوجودِ لِأنَّها
دارتْ ورُمحُكَ في الفلاةِ يَدورُ

يا ساقِياً مِنْ نَهْرِ عِلمِكَ أكؤساً
حَتَّى ارتَوتْ مِنْ ذي الكؤوسِ ثُغورُ

فالجُّرحُ يَحكي بَلْ يُسائِلُ حينَما
قُتِلَ الحُسينُ وَجِسْمُهُ مَهجورُ

ماذا إِذا لِلجِّسمِ جاءَ مُحَمَّدٌ
يَسْعى وَرَأسُكَ في الوَغى مَنْحورُ

لَلَقى ابنَ جَوشَنَ فَوقَ صَدْرِكَ جالِساً
ما إِنْ يَحُزُّ وَيَعْتَلي التَّكْبيرُ

اللهُ أكبرُ مِنْ أُناسٍ قَدْ رَمَتْ
قَلبَ البَتولِ وإِنَّهُ مَنْثورُ

كيفَ الحُسينُ على التُّرابِ مُمَزقٌ
مِنْهُ الرِّدا وَالشِّمْرُ ذا مَسْرورُ

بَلْ كيفَ أنشَدَ رأسُهُ وَعلى القَنا
سُوَراً كيحيى فالحسينُ نَظيرُ

لَمْ يَكْتَفِ رَأسُ الحُسينِ تِلاوَةً
إلّا إلى وجهِ العليلِ يُشيرُ

والآنَ قَدْ شَهِدَ الفَقارُ فَلَمْ يَكُنْ
فَرْقُ الوَصِيِّ عَنَ الشّهيدِ كَبيرُ

فَحُسامُ حَيدرَ في المَعارِكَ غالبٌ
ما دامَ باقٍ سَيْفُهُ مَشْهورُ

فَعَليُّ يُقتَلُ ساجِداً وَحُسينُهُ
مِنْ غَدْرِ مَنْ غَدَرَ الوَصيَّ أسيرُ

قَبَّلتُ صَدْرَكَ يا ذَبيحُ فليتني
كُنتُ الذَّبيحَ وإنَّني المَقْبورُ

يا رَونقاً يَنسالُ مِنْ نَظراتِهِ
فَيضُ المَحبَّةِ في الوَرى مَشْهورُ

دَعْني أرى لِلشِّعرِ ما لَهُ بازِغٌ
ماذا أَقولُ وَهَل أنا مَسحورُ

جَنَّنتَ عَقْلي يا حُسينُ كَعابِسٍ
إنَّ الحَبيبَ لِمَنْ هَوى مَعْذورُ

رُبّانُ عِشْقٍ لِلنَّجاةِ سَفينَةٌ
إذْما دَنَتْ لِلعاشِقينَ سَعيرُ

لا تَندُبَنَّ العَينَ إنْ شُغِلَتْ فَذا
قَلْبي جِوارُكَ والمُحِبُّ يَزورُ

قَرَّرتُ أنْ أبقى بِاسْمِكَ لاهِجاً
يَومَ الحِسابِ وإنَّني لَفَخورُ

ربّانُ عشق | الشاعر المهندس #حسن_الجزائري
© 2024 - موقع الشعر