عندما يهوي الصقر - سمير محمد العنتري

"عندما يهوي الصقر"
شاهدٌ على العصرِ
لصقرٍ مُحلّقٍ
في عنان السماءِ
كان يرقُبهُ
من شدّة الاعجابِ
كادَ يحسِدُهُ
ربّما التحليقُ
طويلاً
أعياهُ واتعبَهُ
أو
رصاصُ غدرٍ
أصابَهُ وأرداهُ
فهوى صريعاً
مودّعاً
خيلةً في العلياءِ
كان يزهو بها
وتُسْعِدُهُ
ورياحاً
كان يلاعِبُها وتداعِبُهُ
بمنظارٍ خارقٍ
لجمالِ وطنٍ
كان يَرمُقُهُ
فيهوي
إلى صدرِ أمٍّ
بحنانها
تَجذِبُهُ
بريشهِ وأسيافهِ
يَفرِشُ الأرضَ
شجاعةً
بين أزهارٍ
وأكاليلَ غارٍ
تَحضُنُهُ
يَلثِمُ الثَّرى
بمنقارهِ وجراحهِ
والثَّرى
بالحنّاءِ يَلثِمُهُ
تجيءُ الطيرُ
من كل صوبٍ
من خَصْمٍ
ورفيقِ دربٍ
لتصدحَ لحناً
على الايْكِ
من حولهِ
تَرثيهِ وتَندُبُهُ
تَهابُهُ وحوشٌ
فتتركهُ
للأرياحِ
بِعَبَقِ الحنّونِ
تُقبّلهُ
تحياتٌ
من إيماضِ برقٍ
وهزيمِ رعدٍ
وحّباتِ مطرٍ
اجلالاً تودّعُهُ
يغادرُ الشاهدُ
مكانَ الوقْعِ
والحزنُ يَقْطُرهُ
إن أوى للفراشِ
يلازمُهُ حلمٌ
يؤرّقُهُ
فالسعادةُ والبطولاتُ
لا تَدُومُ
لصاحبٍ
فالقَدَرُ بالمرصادِ
للقبرِ
يحفِرُهُ
ليبقى مع الأزمانِ
تذكاراً
لأجيالٍ
تزورُهُ وتَذْكُرهُ
***
الأستاذ / سمير العنتري
 
7/9/2019
© 2024 - موقع الشعر