الهزيمة وانسحابِي - فهد بن أحمد الطليسي

غزتني بالهوى والحسن طفله
وألّبني لها زَهْو الشباب

وأعددت العَقِلْ وأسرجت قلبي
بواد العشق غطّاه الضباب

فلمّا التقى الجمعان طلباً
قبيل جيوشها ناخت ركابِ

فعيناها رماحاً قد اطلّت
وحاجبها تقلّد بالحرابِ

وكفيها بنودٍ باسقاتٍ
شعاراً قد تزخرف بالخضابِ

كتائب قد أغارت باسلاتٍ
من أخمص كعبها حتى الهدابِ

وعسكر تِلْو عسكر تِلْو عسكر
توارو خلف طيّات الثيابِ

وصدراً ثم خصراً ثم ردفاً
وأيقنت التقهقر والعقابِ

طلبت النجدة من عقلي فولّى
جريحاً في غياهيب العتابِ

يلمم جرحه ويقول هذا
لقاءً فاق عن يوم الحسابِ

وناديت الفؤاد ولم يجبني
ويا هيهات إن رُد الجوابِ

وإذ بالقلب قد أمسى أسيراً
وأعلنت الهزيمة وأنسحابي

© 2024 - موقع الشعر