رحلة الذهول

لـ حسن شرشاب السعيدي، ، في غير مصنف، 18، آخر تحديث

رحلة الذهول - حسن شرشاب السعيدي

تَأتي وَتَذهبُ كالطّريدةِ مالَها ؟
في خاطري تأبى تحطُّ رحالَها

مَفْتونَةٌ بالرّيحِ يُسْكرُها النَدى
وَحَبابُ ماءٍ يستَفِزُّ خَيالَها

وِحشيَّةٌ في الخاطراتِ كوَمضَةٍ
تأتي فَيَتْبَعُ في الخَفاءِ ظِلالَها .... وَهْمٌ يُلامِسُها يكاد ُ .. فتنطَفي

ويعودُ مُدَّعياً يوَصِّفُ خالَها
وَاُعيدُ سيرتَها أضِجُّ وَأشتَكي

وأثورُ ... ترمَقُني .. تَحُدُّ نِصالَها
تَدنو تُشَكِّلُني تُذيبُ هَويَّتي

طَيفاً تُصَيُّرُني أمُرُّ خِلالَها
لأجوزَ ناصيَةَ الشُّعورِ وَ أقتَفي

إثْرَ الجَميلَةِ أستَشِفُّ جَمالَها
فإذا بها .. هَمَجيَّةٌ .. عُرْيانَةٌ

لا تشتهي وَعْياً يَخيطُ حِجَالَها
فَهُناكَ وَعْيُ الكائناتِ غَميزَةٌ

نَكْراءُ تسري الشَّائعاتُ حِيالَها
وَهُناك تَرتادُ النَّقائضُ مَحْفَلاً

وَتُديرُ في قَلبِ المُحالِ سِجالَها
حُزْنٌ كَئيبٌ بالسَّعادةِ غارِقٌ

وَزَوابِعٌ مَلَأَ السُّكونُ خَيالَها
لَهَبٌ يُشَكِّلُ ماءَها عَطَشاً يموتُ مُكابِراً ورُفاتُهُ أحيى لها ... بَحْراً حَكيماً هادئاً بِوِقارِهِ

وَشَواطِئا حمقى تَلوكُ رِمالَها
ضَوءٌ يَسيلُ .. رؤىً .. سماءٌ تَرتَمي

في لَوحَةٍ رَسَمَ الذُّهولُ مَجالَها
فَأجولُ مَخلوبَ الفؤادِ كأنّني

طِفلٌ تَسلَّقَ للنجومِ فَنالَها
تَسري اُراقِبُها ، تُضيءُ فأحتمي

تخبو ، اُغازلُها أرومُ وصالَها
أعدو ، تُلاحظُني غَريباً ناشِزاً

من غيرِ سُحنَتِها أجوسُ خِلالَها
فَتَشُدُّني وتُعيدُني جِسماً تُحاصِرُني ملايينُ القُيودِ فَيالَها .... من رحلَةٍ خرقَتْ نَواميسي وصِرتُ مُدلَّهاً حَرَضاً أطوفُ جلالَها

وَأعودُ من سَفري ثقيلاً مُرهَقاً
مُحدَودِباً في حالةٍ يُرثى لَها

© 2024 - موقع الشعر