رحلة مع الذات

لـ حمدي الطحان، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

رحلة مع الذات - حمدي الطحان

((( رحلةٌ مع الذَّات )))
للشاعر / حمدي الطحان
-------------------------------------
 
1 - يَشغَلُني الشَّيءُ التّافهْ
و الَّلحْنُ المبتورُ التّائهْ
كم أُمْضِي السّاعاتْ
أَسبرُ أغوارَ النَّظَرات ْ
أَتجوَّلُ خَلْفَ الخطِ العابثِ
فَوقَ الجُدُرِ الصَّمَّاء
و الَّلونِ الصَّارخِ
وسطَ الألوانِ الخرساء
كم يَسْتوقفني حَرفٌ قد عَانَقَ حَرْفًا بِعنايةٍ
و بداخِلِهِ سَهم ْ
قَسَماتُ الأطفالِ إزاءَ الضَّجَّةِ
و الصَّمْتْ
الَّلثْغةُ و صريرُ الأبوابِ
و طابورُ النَّمْلْ
و دوائرُ خَطَّتْها كَفُّ الطِّفْلْ
كم تَستوقفني تصريحاتُ الزُّعماء
و أمينُ الأممِ المتّحدات ...
في كلِّ مساء
أتسَاءلُ إذ يَتعَاظمُ جَهْلِي
كيفَ سأرتفعُ بنفسي
عن هذي الأشياء ؟!
كيف سأنزعُ ذاتي
أرحلُ
أجمعُ أجزائي المُتَنَاثرةَ و أمضي ؟!
موجُ البحرِ تلاطَمَ في رئتي
ثلجُ القطبينِ يُعَانِقُ زفراتِ الشمسِ بقلبي
نبضاتي امتزجتْ في جَنباتِ الأكوان
ماذا بَعد ؟!
و كَيفَ سَأرتفعُ بنفسي ؟!
تسْتهدفني تلك الكلمةُ
قد كُتِبتْ
فوقَ جبينٍ مُثْقَلْ
تلكَ الزَّهرةُ قد هَزمتها الشَّمْسُ الدَّمويَّة
فاتَّجَهَتْ نحوَ الأسفلْ
يَسْتهويني النَّجْمُ الضَّاربُ
في أقصى أقاصي الَّليل
و الأسدُ الهائجُ
في قَفصِ حديد .....
 
-------------------------------
 
2 - معَ نَبضاتِ الإنسان
النَّبْضةُ شِعْرٌ
أو عَصْفُ البحرِ
أو الرُّعبْ
عِطْريٌّ هذا القلبْ
صُوفِيُّ ذاكَ الإحساس
تِلكَ النظراتُ المملوءةُ دِفئًا و تَباريحْ
في كلِّ هُنيهةِ خَوفٍ
أو أَمنٍ
أو إِذعانْ
في كلِّ هُنيهةِ حُزنٍ
أو فَرحٍ
رَغَدٍ
أو حرمانْ
تَتبدَّلُ آفاقٌ
و رموزٌ
و أساطيرْ
 
ما أغربَ هذا المخلوقَ الغجريَّ الإنسانْ
مَن عَلّمَهُ اللهُ جميعَ الأسماء ْ
و بِرغمِ الحرصِ على الإصغاءْ
قَذفتهُ إلى الأرضِ الأخطاء ْ
 
- لا تقربْ مِن هذي الشّجرة ْ
احذر جيشَ الأهواءْ
- إبليسُ - عدوُّك يا آدم
أَعدي الأعداءْ
إنْ تَغْفلْ تُطْرَدْ
و الأرضُ بَلاءْ
و الأرضُ قِفَارٌ يا آدمُ
نارٌ و صقيعْ
و نهارٌ يُقْذَفُ في ليلٍ
دَمويٍّ
و وضيع ْ
أرواحٌ تصرخُ في قيدٍ
صَخريٌّ و فَظيع ْ
فَلْتحذرْ .. تسْلمْ
وا أسَفًا
لم يَحْذر آدمْ
 
ما أحزنَ هذا المخلوقَ الوَثَنِيَّ الإنسانْ !!
كم يرحلُ في جَوفِ الأشياءْ
يتبعثرُ في عَبَقِ العينين
دُخَانِ الجسدِ الشفقيِّ الظَّمْآنْ
و يؤوبُ غريبا مَطرودًا
حتي من نفسه
كي يتبعثرَ في أيِّ أَوانْ
ما أتعسَ هذا المخلوقَ الإنسانْ !!
حينَ تُطاردُهُ زلَّاتُ النفسِ
و قهقهةُ الشّيطان
حينَ يُحايلُ لحظةَ نومٍ
غَفوةَ فَرحٍ و أمانْ
وسطَ صحارٍ مِن أشجانْ
كلَّ مَساءْ .....
 
3 - آدمُ هذا العصر
دُخَانٌ و رُكَامٌ و شِراعٌ مَكسور
كم يَتصارعُ و الوَهم
كم يتخفّى خَلفَ قِناعِ البسمات
يَنطرِحُ بِخيمةِ إحساسٍ مُرّ ..
و يُديرُ الضّحكاتُ المُفْتَعَلات
كي يَمضيَ ليلٌ لا مَعْقول
و الَّليلُ يَطُول
آدمُ آثرَ أن يُعلنَ عَجزًا مَأساويًّا ..
أن يُهْزَمَ في كلِّ الَّلحظات
أن تجرفَهُ الأهواءُ
الأحداثُ
توابيتُ الأزمات
حيثُ الَّلامعنى
الَّلاوعي
الَّلاموقف
حيثُ الَّلعنات ...
آدمُ تصنعهُ الأشياء
تُشَكّلهُ الصّدمات
يبدو حَمَلا أو ذِئبًا
وَغْدا أو بطلا
مَنسيّا أو أسطوريّا
لكنَّ القلبَ خريف
أوراقٌ تسَاقطُ
و ظلامٌ يتلاطمُ
و فَناء
لكنَّ القلبَ أغانٍ من وَهمٍ
و بُكاء ....
 
4 - حَوَّاءُ غِنائيّةُ مَخْدوعٍ
و سَفينةُ هَالك
حَوَّاءُ إذا تبكي نَالتْ
قَتلتْ
أشعلت الحربَ
و نامت
في داخلها تتعانقُ أفعى و حمامة
بركانُ النّارِ
و هسهسةُ الماء
تغريدةُ عصفورٍ
و نَعيقُ البوم
و ذكاءٌ من نوعٍ آخر
لا تَقْرُبْ مِن حَقلِ الألغامِ المرأة
و اغتنم الغفوةَ رحمة
في كلِّ الأحوالِ سَتُهزَمُ
سَتُصارعُ شَيطانَ الحُزن
و طاغوتَ اليأس
و ستجرعُ من نفسِ الكأس
اليومَ و أمس ...
يا حَوَّاء
لو تستائين
الَّليلُ تمادَى في الظلمات
و جِراحُ القلبِ
نَزيفٌ فوق الطرقات
إذ تغترين
فَويلٌ قد حَلَّ بهذي الأنحاء
و ارتفعَ جِدارُ الحُزنِ الصخريِّ
على الأشلاء
إن تتغابي
فالمنطقُ هلوسةٌ
و تهاويل
و البحرُ سماء
و البلسمُ داء
يا حَواء !!!!!
 
**************
*********
******
© 2024 - موقع الشعر