حصار الذات

لـ حسين خلف موسى، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

حصار الذات - حسين خلف موسى

حصار الذات
 
1
من القهر يولد الفجر،
من النار يولد الحجر،
من الغيم رصاص ومطر،
يكبر جرحي ويشتد عزمي.
يجتمع زعماء القبيلة لبحث أمور الرعية،
مؤتمرات ، توصيات،
"حبر على ورق".
تنام العصافير في كهوفٍ بلا نوافذ،
تحصي النجوم.
وزعماء القبيلة في القصور،
يصارعون النساء في المهرجانات الرسمية.
ثم ينشرون بيانات النصر في الصحف اليومية.
يصدرون النفط والشهداء،
ويستوردون الحراس لمنع القمح عن الفقراء.
رجل من غزة قال: تُحاصرني العيون الوقحة ،
يحاصرني الغيم الذي يتحول فجأة إلى طائرات،
تقذف النابالم وقنابل انشطارية.
تحاصرني الخناجر ، تنغرس تحت جلدي،
تسري فيَّ ، أُصبح قضية،
اعتقلت مرة ،
صلبت على سارية الحدود،
لأني كنت احمل بندقية.
 
2
من القهر يولد الفجر،
من جثتي يولد القبر،
من جدران الزنازين تتصلب قبضتي،
أمد يدي نحو السماء لأعانق القمر،
تُحاصرني عيون القبيلة،
قاتلة أيام الحصار،
لكنها مصنع للبطولة.
اذهب إلى النخيل ،احتمي من حمم البراكين.
تجرفني الأعاصير،
التحم بالبندقية،
استبدل الحزن فرحا،وأمزق المناديل.
ارتدي قبعة خالد،
امتطي جواد الزمن،
ارحل إلى خريطةالبنفسج‘
أُعلن غضبي
أشكل المسافة بين الغربة والوطن،
ارتب جهات الوطن العربي،
اسكن أعشاش العصافير
التي تحولت إلى خرائب،
أُعانقها،
أُلصق صور الشهداء على جدران المخيم،
والأمهات يُزغردن في موسم بذل الأرواح فداء للأرض.
أُصبح مقراً لجراح الأحباب الذين عشقوا فلسطين،
وصقلوا أحجار جنين.
انطلقي يا ضلوعي
واشتبكي مع الأحجار
وانغرسي في صدور العدو كالسهام.
3
رائحة الياسمين انتحرت على انفي
احتجاجا على مقتل الربان،
وغزة أحرقت سفنها احتجاجا على اعتقال القبطان.
أما الفارس فكان هناك في نيويورك
يهرب طيور العنقاء .
"البندقية قنديل للشهداء"
أوجعني تل الزعتر ، صبرا ، مخيم جنين ، الشيخ رضوان ، الخ.
أوجعني اللاهثون خلف السلام المزيف،
أوجعتني الأيادي المسترخية على المقاعد الفخمة
تتاجر بالتقاليد الموروثة عن الأنبياء.
وقفت لحظة أتأمل جرحي ،
أضمده بإحكام،
اجمع الحروف، أرتبها بنادق ، ولا بديل عن البنادق.
قديما قالوا: "البنادق زينة الرجال" .
لنرجع حلمنا الهارب،
نوحد الذكريات، نلتحم بالسلاح والحجارة.
سجنتني لحظات الزمن ،
عاشق الأرضوالوطن.
 
 
حسين خلف موسى
© 2024 - موقع الشعر