من لون "تاليس" الجنوب

لـ محمد عبد الله الشريف، ، في الوطنيات، 13، آخر تحديث

من لون "تاليس" الجنوب - محمد عبد الله الشريف

لا تَسْألِيني مَن أنا
ولأي أرضٍ أنتمي
بل دققي في سمرتي
وستعْرِفين بأنَّها
من لونِ "تاليس"* الجنوب
هذا أنا
فتأمليني جيداً
أو لحظة
لأزيح ذرات الغبار
المنتشر فوق الجبين
وأزيلُ رائحةَ المصانع
كي أَعود إلى أنا
فأنا أنا
بالرغم من ثوب المدينة
مع ربطة العنق اللعينة
مازلت أَعرِفُ من أَنا
مازال
بل سيظل "للتاليس"
في قلبي مكان
عشقي هو "التاليس"
وهو هويتي
وبهِ أقولُ مشاعري
فبِهزجهِ
وبرملهِ
أحكي بهِ
عن ليلةٍ قمريةٍ
عايشتها
عن طَفْلَةٍ عربيةٍ
أحْبَبْتُهَا
عن وردةٍ جوريةٍ
قبَّلْتُها وعَشَقْتُها
والعِشْقُ فنِّي
هذا الغناء
قرأتهُ وعرفتهُ
في كفِّ صحراء الجنوب
في حُسْنِها وجَمَالِهَا
في سِحْرِ لُوْنِ رِمَالِها
في طعمِ تمرِ نَخِيلِهَا
في ليلها
في شَمْسِهَا عند الغُروب
فلقد رَضعتُ طِباعها
ونشأتُ في أصقاعِها
وشَعَرْتُ بالأشياءِ من حَوْلي
تُغَنِّي
© 2024 - موقع الشعر