قل للعراق

لـ ماجد حميد حسين، ، في المنقيات و الهجن، 17، آخر تحديث

قل للعراق - ماجد حميد حسين

قُل لِلْعِرَاق شعبك أَصْبَح دَمُه مُبَاحٌ
وَشُعْبَة فَقَد الْعُنْوَان وَتَرَك الْمَدَارِس والبيوت

ياسامع نِدَائِي أَبْلَغ عَنِّي وَطَنِي الْجَرِيح
وَقُلْ لَهُ أَنْ كَرَامَةَ شعبك أَصْبَحْت متاهات

وَاعْتَذَر لَهُ بَدَلًا عَنِّي لِأَنّ صَوْتِي
قَد بَحّ وَسَكَت لِسَانِي لِفَسَاد تِيجَانٌ العصابات

وَأَعْلَمَهُ أَنَّ رَائِحَةَ الدَّمُ مِنْ الطُّفُولَة مغدورة
وَنُوح الْأُمَّهَات تَقَارَع الطُّغَاة فِي السَّاحَات

حَرَّمْنَا مِنْ وَطَنِ وثرواته واستباحته أَرَاذِل
العسلات وأستهجنوا بِنَا بِلَا خَجَلا عتات

أَتَوْا وَأَخْفَوْا تشوهات وُجُوهِهِم المتشوهة خَلْف
عَبَاءَة الزُّهَّاد بِآخَر اللَّيْل صَلَاتُهُم عرات

إلَى مَنْ نَشْكُوا حَالُنَا لِلْأُمَّة عَرَبٌ أَكَلُوا
لَحْم أَكْتَافَنَا أَمْ إلَى عَجَمٌ نهبوا الْخَيْرَات

رِجَالٌ الظَّلَام زَرَعُوا بالطفولة قاذفات الدُّخَان
وَسِلَاحُنَا بالمظاهرات آلَات مُوسِيقَى وَأَلْوَان ورايات

فِي كُلِّ لِوَاءٌ مِنْ وَطَنِ مَغِيب مِن الصبايا
وَالشَّبَاب وَرِجَالٌ آمَن خطفوا مِن الطُّرُقَات

وَقَالُوا إنَّ مايجرى فَعَل طَرَف ثَالِثٌ
وَكَان الْبِلَادَ لَيْسَ فِيهِ لُصُوص حُكَّام قسات

خَجِلاً مِنْ الْأُمَّهَاتِ إنْ نُشِق الصُّدُور لنحرق
رُؤُوس سَاكِنٌ قُصُورٌ الطغات فِي الظُّلُمَاتِ

نَار أَتَت بِالْأَرْوَاح فَاحْمِه لَم تَذَر منها
طِفْلًا وَلَا شَيْخًا وَلَا طُلَّاب وَلَا طَالِبات

لِمَن نَشْكُوا حَالُنَا وحكامنا الَّذِينَ كَانُوا
قَبْل أعتلائهم تَاج الْبِلَاد عرات حفات

نرسم بِكُلّ لَحْظَة خُطُوط جَرَيَان دَمٌ
الذَّبِيح نجول نهتف لِلْوَطَن بالنجات

عَجَبًا لِهَذَا الصَّمْت الرهيب مِن حَوْلَنَا
اباطرت الْغَرْب وَالشّرْق ترثونا وتزفنا بالممات

فندائنا لَيْسَ لِلْعِبَادِ بَلْ لِذَات رَبُّ الْعِبَادِ
وَهَل نَرْجُوا مِنْ جِوَارِ أَن تُعْطِينَا المبررات

فِي كُلِّ جُمُعَةٍ قُلُوبِنَا تهفت لنهضت
خَطَبْت تَرَقِّي لَنَا طَيَّب كَلَام المرجعيات

طَعْنًا مِنْ حُكَّامِ الوَطَن بِدَاء الدخيلا
فاريناهم زُهُور بَدَل النَّار ذِكْرَيَات

وامتطينا سُئِل المفرقعات رُكُوب المسيلات دُمُوع
الثكالى لِقُلُوب نَتْنُه قَذِرَةٌ مِنْ الْحُكُومَاتِ

الْحَبّ اكتنزهه فِي الْعَبَرَات ملوحا بِعِلْم
آزِفَة لِيَوْم إعْلَان تَحْرِير مَصِير الرقبات

© 2024 - موقع الشعر