أهوالُ هذا الليلِ سوف تزولُ - أحمد عمر

مُذ أَن دُهِمنا والإلهُ يقولُ
أهوالُ هذا الليلِ سوف تزولُ

وستُسْفِرُ الأنوارُ من أُمِّ القُرى
وسيبتدي مِسكَ الختامِ رَسولُ

يا ابن الذَّبيحِ بدعوةٍ رُفِعت إلى
ربِّ السماءِ يَحوطُها جِبريلُ

وسَرتْ بأصلابِ الكِرامِ وأينعَت
في المُحصَناتِ كأنها قِنديلُ

عُذرا رسولَ الله أني لم أجدْ
خبءَ الهُدى وتَبدَّلَ التأويلُ

عذرا لأني ما عَصَيتُك في هوى
نفسي ولا قد غَرَّني التَّبديلُ

ها قد عَجِلتُ مُلبِّيا يا سيدي
في إثريَ التَّشريدُ والتَّقتيلُ

وركِبتُ من أضنى الهُمومِ رواحِلا
أحدو وما بينَ الضُّلوعِ عَليلُ

أوكُلَّما هَمَّت يدي لتخوضَ في
بحرِ امتداحِك صدَّها التَّبجيلُ

خجِلُ القصائدِ عند بابِك ذاهلٌ
وأصاب شِعريَ في رُباكَ ذبولُ

لكنما أشكو إليكَ مواجدي
وقصدتُ صبرَكَ إنهُ لجميلُ

خَلَّفتُ قوما كَسَّروا أغمادَهم
وخيولُهم بين الخِيارِ تصولُ

قد صار (ذو النورين) فيهم (نَعثَلاً)*
هدروا دماهُ وذنبُه الترتيلُ

وأبو تُرابٍ* صِهرُك الحَبرُ الذي
جَلى همومَك في الوغى مخذولُ

وعَدَوا على الحَسنين بعدَ أبيهمُ
ودماءُ آلِكَ في العراقِ تسيلُ

ونساءُ صحبِكَ في المدينةِ قد سُبوا
وجوارُ قبرِكَ قد علاهُ عويلُ

هَدموا حرامَ اللهِ فوق رؤوسِنا
ولكلِّ هدمٍ آيةٌ ودليلُ

وتَحوَّل الدينُ الحنيفُ جنائزاً
تُبكى ويجلو حُزنَنا التطبيلُ

وطلاسماً يُعلي صداها جاهلٌ
متفاخرٌ بالعُهرِ أو مخبولُ

ورموا كتابَ الله خلفَ ظهورِهم
لم يبقَ إلا الرسمُ والترتيلُ

يا خاتِم الأنوارِ جئتُكَ والرَّحى
دارت علينا والكثيرُ قليلُ

خَلَّفتَنا جَمعا وعُدنا فُرقَةً
وملوكُنا قارونُ أو قابيلُ

يا سيِّدَ الثقلينِ في كل القُرى
من أرضِ ربي للحمامِ هديلُ

(( إن الهداةَ إذا دعاهم ربُّهم
فمحمدٌ لجموعِهم إِكليلُ ))

© 2024 - موقع الشعر