هيبة حضور - حسن شرف المرتضى

لهذا الليلِ نافذةٌ وأبوابُ
وثمّ هناك للأنوار حجّابُ

يخيطون الكآبة فوق أعيننا
فهل تعييك للحجّاب أسبابُ

فخيط ُالعنكبوتِ يذوبُ مغزلُهُ
ونسجُ الشعرِ لا يفنيه من ذابوا

شعاعُ الصبح معجون بطينة من
يغيب الشعب فيهم حيثما غابوا

وهم نوّابه في كل نائبةٍ
وهم بشعورهم بالشعب نوّابُ

فيا بردّون من ذا كان ملهمنا
إذا ما كان للإلهام ألقابُ

ضريرٌ ذنبه ذنبُ الشعور بنا
وعن ذنب الشعورِ هناك من تابوا

تكسّرت الملامحُ لا صدى يأتي
ولا صوت له بالشعر إذناب

فموج اليأس أغرقهم بضحكته
وكان الشاطئ المقهورُ يغتابُ

وإن الريح تطحن صوت دمعتنا
ويخبزها على الجثمان حطّابُ

تشظت في الأسى كل الجهات وما
هناك الآن بوصلة وآداب

غريب كل شيءٍ حين نألفهُ
وأغرب منه أن الشعب أغرابُ

فكلّ اللافتات الآن يبصقها
جدارٌ حين تبلعه وكتّابُ

تفلّت من سراب اللافتات غدٌ
يرى الآتي هو الأقسى هو الغابُ

يرى الدجالَ حطّ رحاله وأتى
لكي يحتلّنا والنّاس أحزابُ

هناك البحر يعرف سحنة الآتي
علوجٌ صفرُ منهم كان أعرابُ

فيا مستبصر البردّون قلت لنا
زفافُ حرائقٍ فينا وإرهابُ

توابيت الهزيع هناك ثالثها
يقود لرابع للصبح جوّابُ

يجوب وأن يطول غيابه حتماً
فإن حضورَه لا بدّ هيّابُ

© 2024 - موقع الشعر