خاتم بلا إصبع - حسن شرف المرتضى

مَاذا يبدو لَكَ في المرسمْ
عمّا ذا الفنّانُ تكلّمْ؟

ألمَشْهدُ يفهَمُهُ الرّائي؟
فنّانٌ يرسمُ ما يفهمْ؟

منْ وَحي الواقعِ ما يحكي
وعُروقُكَ تنبضُ ما صمّمْ

وَيُترجمُ أحلامَ الهَاذي!
والصّاحي يحَلُمُ ما ترجمْ!

اللّوحةُ تَنطقُ بالآتي
والآتي عنها لا يعلَمْ!!!

أبصارُ فؤادي تنظرُهُ
والعينُ تكذّبُ في المَقْدمْ!!

أنيابُ ضَجيجٍ تقضمُهُ
فارتدّ النّابُ... وما أتْخَمْ

ألوانٌ يَبدو مَسْرَحُها
النّاطقُ فيها كالأبكمْ

أبتي... قَالوا: يأتي مَهْداً
قالوا: كفناً قيلَ: المختمْ

وبدايتُهُ لا تَتَأتّى
ونهايتُهُ لمْ تتنجمْ

ألسّهلُ يُقاتِلُ صَحْراءً؟!
ويدُ الآتي... حَمَلتْ مأتمْ

ولِمَنْ هذا؟؟ لا تَسْتعجلْ
سأقصُ عليكَ.. ولنْ تندمْ

فلهمْ أيْدٍ لا نلمَسُها
أفواهٌ ما عَرَفَتْ مفطمْ!

ولهمْ قاعُ الدُّنيا سَقفٌ
مرفوعٌ كالرّأسِ الأجثمْ!

وَبِمَالِ الحيْرى بُخَلاءٌ
كُرَمَاءٌ يا غَيْرالمُكْرَمْ!

تستهويهم لَثْغَةُ أُنثى
ما أقسى تفتيتَ المُعجمْ!

الحُلوةُ يبدِلُها أحلى
إنّ الفحلَ يهدُّ المقحمْ!

وَثَقافتُهم رَفْعٌ خفْضٌ
رقدَ الصّاحى قامَ الأنومْ!

قصرٌ أبهى منْ يسجُنهم
أحرارٌ في قيدٍ مُبرمْ!

شُجْعَانٌ يَخشَونَ فراغاً
ولهم جُبنٌ لمْ يتأقلمْ!

وَلِغَايتِهم عَدلٌ أعمى
إنصَافٌ قد نجّى الأجرمْ!

أبتي... لا تكفرْ, قدْ قَالوا:
سيطيلُ غياباً لا يَسْأَمْ

ويباعِدُهُ مِنّا حَدثٌ
ويعانقهُ جُرحٌ مُدغمْ

وَدَنا نَجْمٌ يحكي عنهُ
وخبتْ شُهُبٌ كانتْ أزعمْ

في المنفى قد فصّلَ مأوىً
وكغيرِ المهزومِ تحكّمْ

* * *
(يحيى) تَهذي؟ أعرِفُ هذا

أدري أيضاً سرّ الطّلسمْ
أبتي: شَعبيّاً قد يأتي

وبلا كُلَفٍ أو يتعمّمْ
برقاً يبغتُ عرق غيومٍ

و(يلملمُ) بالباقي أحرمْ
أحَلُمْتَ الصّحراءَ وروداً

وعبابَ البحرِ هنا زمزمْ
أكياناً للوهمِ تُنادي

وتُوَاعِدُ في دارِ الأرقمْ؟!
* * *

يا (يحيى) لا تشْطَحْ غيباً
و الصّدْعُ أمامكَ.. لم يردمْ!

قدّيسٌ لن يأتي وهنا
في المحرابِ الكونُ «تعجرمْ»!!

أفَلَتْ ناقةُ «صَالحَ» قسْراً
و«قطامٌ» منْ تحلبُ؟؟ «ملجمْ»

وستسقي بالنّخلِ عطاشًى
يا «جعدةُ»...... منْ ذاكَ تسممْ؟

* * *
صعبٌ ما يبدو في جوفي

كسؤالاتٍ عنها أُفحمْ
هلْ يدري أنّا منْ نُرثى

وَعَرَايا والمالُ تأمّمْ؟
فَهُنا مَقْتُولٌ وَشَظَايا

أدَرَى بالإعدامِ وأبرمْ؟!
وَهُنا مَحبُوسٌ لا يلوي

عنْ لهفةِ مظلومٍ أحجمْ؟!
وَمَرَاقِصُ تلمعُ في ليلٍ

يبدو بالأضواءِ تحزّمْ!
* * *

هذا الحَاصِلُ لا تَتَغَابى
فالخاتمُ ينساهُ المعصمْ

أحلامُكَ حُبلى بِسَفَاحٍ
وعشيقٌ عنها يتقزّمْ

أوهامُكَ تشدو لِزَفَافٍ
منْ مَعدُومٍ لمْ يتهندمْ!

يُغري الكونَ ليأتي حَفْلاً
فيجيئونَ ولا يتقدّمْ!

لا زالَ سَيُغري أجْيَالاً
...ها قد جاءوا أين المغرمْ؟؟!

© 2024 - موقع الشعر