احلام ذهاب واياب امل - سمير محمد العنتري

قلّبتُ كل الصفحات
وأهازيج الماضي
وكل دفتر
ومخارف العمر
من محطّاتٍ وذكريات
نظرتُ في كل المرايا
ودمع كل الأمهات
في "البومات" الصور
وكل أوراق الشجر
في ذرات التراب
وكل حجر
هل أنا أنا ؟!
لست أدري !
أنا طيفٌ أم سبات !
أثرٌ بعد ممات
أثرٌ وخبر
بعد رحيلٍ وسفر
خيالٌ بعد سهرٍ وسمر
خارقاً حاجز البرق والصوت
أبحرتُ في غياهب الصمت
في أعماق المجرات
كهوف حياة وموت
مؤمناً بالخالقِ وما أمر
متأملاً عِظًمِ الكون
وما يخفي القدر
عبرتُ حبائك السموات
وطرائق النجوم
رهاب سكونٍ ووجوم
بعيداً عن دبيب نملٍ
ونميم بشر
معانقاً كل الغيوم
وحبّات المطر
باحثاً عن ماضٍ وذات
سرّ حياةٍ ووجود
عن فانوسٍ سحريّ
وفردوسٍ مفقود
تلاحقني أفكارٌ وتداعيات
أناشيدٌ وطقوس
حسراتُ وندم
بين شكّ ويقين
مع رحيل ثوانٍ وطول سنين
وأزمان خوفو وهرم
عادٍ وثمود
وبقايا اساطيرٍ وتلمود
فرضيات وتحديات
لكل أنواع العلوم
دخلت في زينات افلاكٍ
ونجوم
ودفءِ شمسٍ
وهالات قمر
متقفّياً شذى زهرٍ وختوم
بصمات حياة
نبضات حنانٍ
وأمل
دروب نحلٍ
وأختام شمعٍ
وعسل
أثار خدودٍ
وقُبل
لعلَّ الأرواحَ
وعيونَ العشق
هنا
لها مستقرّ
نظرتُ في كل المرايا
هل أنا أنا ؟!
أنا ذكرى
في طيّات الزمن
ربما اللاشيء
في برازخ العدم
في غِرَّةٍ من أمري
وعلى عَجل
أيقظني
تغريدُ عصافيرٍ
على فنن
من اضغاث أحلامٍ
ووهن
دقّاتٌ على بابٍ
عزفُ شعاعٍ
على وتر
بسمات نورٍ
واطلالات ورود
بُقع ضوءٍ
وأمل
روزا وصبا
صدى سحرٍ
في العيون
ما نبا
فادي وتالا
بَها نخلٍ
في سما حُبٍّ
تعالى
بريقُ سميرٍ وعُمر
يخطفُ الأشواقَ
في كل حفلٍ ومؤتمر
فلذات أكباد
لقاء أجدادٍ واحفاد
عناق سحابٍ وأحباب
يملأ القلوب سروراً
يا له من جمالٍ مُعتبر
© 2024 - موقع الشعر