مطر الفراق - دعاء يزن السيد

هذا الفؤادُ معذّبٌ بجفائكمْ
دونَ الجفاءِ عذابهُ مدرارُ

الروحُ ترحلُ بارتحالِ عبيركمْ
والعينُ تفقدُ مابها إبصارُ..

الفكرُ يسكبُ مابِه من وصلكمْ
ذكرى دموعًا أصلها أفكارُ..

لا الوصلُ أخمَد ناريَ بلقائكمْ
والبرُّ يأسرني وتوقي بحارُ..

عطفًا جميًلا، طامعٌ بعطائكْم
فالدهُر لايعطي سوى الأعذارُ..

القربُ عرقٌ من صميمِ عروقكمْ
فالبعدُ ينفذُ دونما أضراُر..

البعد، ما للبعدِ يسكنُ داركمْ
ألهُ الديارُ ومابِه زوّارُ..؟!

عجبًا لحالي لايفارقُ حالكمْ
والحالُ ليسَ كحالكم أخبارُ..

الرغدُ بيتٌ والحبورُ جواركمْ
والحزن سكني والآلاُم جارُ..

ليلي هلالٌ لايقاسُ بنوركمْ
إذ أنكم دونَ الضياءِ بدارُ..

القلبُ ظمآانٌ ألا من عطفكمْ
باللهِ سقيا مابكم إيثارُ..؟!

وإني لأروى لو وقفتُ ببابكْم
فالدمعُ يهملُ مابهِ أمطارُ..

...الغالية"
© 2024 - موقع الشعر