تَجْرِبَةُ الجِرَاح

لـ أشرف السيد الصباغ، ، في المناسبات والاعياد، 523، آخر تحديث

تَجْرِبَةُ الجِرَاح - أشرف السيد الصباغ

فِي العَالَمِ تَجْرِبَةٌ زَخَرَتْ
بِرِياضِ العِلْمِ قَدِ افْتَخَرَتْ

وَبِلادُ العُرْبِ بِهَا انْبَهَرَتْ
وَرُبُوعُ الغَرْبِ بِهَا ازْدَهَرَتْ

وَوَزَارَةُ تَعْلِيمٍ عَزَمَتْ
أَنْ تَحْذُوَ حَذْوًا فَانْحَدَرَتْ

فَيُنَازِعُ أَوْرَاقًا "تَبْلِتْ"
بِنِظَامٍ وَصْلَتُهُ غَدَرَتْ

وَبِأَجْهِزَةٍ تَنْعِي حَظًّا
تَعِبَتْ مِنْ "نِتٍّ" فَاحْتَقَرَتْ

وَكَوَادِرُ تَقْلِيدٍ حَنَّتْ
لِلْمَاضِي بِالشَّكْوَى جَهَرَتْ

خَوْفًا مِنْ طُغْيَانِ "التَّبْلِتْ"
بِتَجَارِبِ غَرْبٍ قَدْ سَخِرَتْ

بِعُقُولٍ تَأْبَى أَنْ تَرْقَى
رَضِيَتْ بِالوَهْمِ فَمَا ابْتَكَرَتْ

أَمْوَالٌ تُنْفَقُ فِي شَطَطٍ
تَرْجُو التَّطْوِيرَ فَمَا ظَفَرَتْ

وَالأسْرَةُ تُحْرَمُ أَقْوَاتًا
مِنْ مَالٍ قَطَعَتْ وَادَّخَرَتْ

لِصِنَاعَةِ مَجْدٍ فِي وَلَدٍ
أَوْ بِنْتٍ بِالخَيْرِ ابْتَدَرَتْ

رِفْقًا بِالأسْرَةِ إِنْ نَفَرَتْ
لِمَآسِي تَجْرِبَةٍ ظَهَرَتْ

نِيرَانُ الغَيْظِ قَدِ اسْتَعَرَتْ
وَقُلُوبٌ بِالهَمِّ انْفَطَرَتْ

وَعُيُونٌ شَزْرًا قَدْ نَظَرَتْ
وَجُفُونٌ مِنْ خَوْفٍ سَهِرَتْ

وَدُمُوعٌ بِالحُزْنِ انْهَمَرَتْ
وَنُفُوسٌ بِالضِّيقِ انْفَجَرَتْ

فَفُصُولُ بِالعِلْمِ انْقَلَبَتْ
كَرِيَاضٍ مِنْ زَهْرٍ هُجِرَتْ

فَيَمُرُّ العَامُ بِلا عِلْمٍ
لِهَوَاجِسَ فِي نَفْسٍ خَطَرَتْ

وَتَعَالَتْ صَيْحَاتُ الوَهْمِ
بِثِيَابِ المَكْرِ قَدِ اسْتَتَرَتْ

جِيلُ المُسْتَقْبَلِ تَغْشَاهُ
خُطُوَاتٌ لِلرُّشْدِ افْتَقَرَتْ

وَجُهُودُ الطَّلابِ اضْطَرَبَتْ
وَبِصَوْتٍ كَرُعُودٍ زَفَرَتْ

إِنْ يُبْنَ الجِيلُ بِلا أُسُسٍ
تَقْصِفْهُ رِيَاحٌ إِنْ عَبَرَتْ

وَالغَرْبُ يُتَابَعُ فِي زَهْوٍ
آلامًا فِي الأُفُقِ انْتَشَرَتْ

وَتَجَارِبُهُ سَخِرَتْ مِنَّا
وَبِنُورِ الحِكْمَةِ قَدْ نَثَرَتْ

إِنْ لَمْ تُصْلِحْ أَرْضَ النَّبْتَهْ
مَاتَتْ مِنْ نَكْدٍ وَانْدَثَرَتْ

شعر/أشرف السيد الصباغ
© 2024 - موقع الشعر