مررت بحي الجار - ماجد حميد حسين

مررت بحي الجار مسرعا وكنت
أنوي لكسب الرزقي بطلب

فأطلت فتاة برأسها من خلف الباب
فبزغ بطلتها البهية نورها المذاب

فعمت أبصاري بوهجها حتى أنني
ضننت ان الشمس كانت خلف الباب

فروع ضيائك وسناك المشرق به
طيرتي عقلي المرهف من اللباب

فمالي ومروري بحيك اني اصبحت
متيم بك منذ اول وهلة بالقباب

تمنيت لو أني كنت قبل اعرفك
لخطفتك وطرت بك فوق السحاب

ياصاحبت البياض الباهر ماذا
جنيت حتى ضيعتيني في الضباب

اني اصبحت برؤياك شاعرا فكتبت
كلماتي لك كضمأن خدع بالسراب

تالله الخطايا احاطت بي منذ
خطف ناظري بنور ضيائك الخباب

فلذت بنفسي في الطرقات متسكعا
عساكي تتوجيني بخاتم حبك الوهاب

ماعرف الدهر يوما مجنونا بحب
صبية عرفتها ألامم من عجم وعرب

واني وما ملكت بنفسي من تعلقي
بك تركت عمري للمنايا مخاطب

أنت أصبحت سلوتي وحبي ولوعتي
واشتياقي الذي لك أفقدني الصواب

نعتني العشاق بما طاب من كنى
وقالوا لا قيس ولاغيره احق منك بالحب

فصبرت نفسي ان ألوذ بك
ولو لبرهة حتى امتع ناظري بالرغاب

فسمت مشاعري نحوك حتى أني
بطلت رؤية اجمل حسان النواب

فيالي قلبك القاسي ممن خلقت
من طين او من حجر مصمت صلب

ماذا يجري في عروق أفيائك
دم أم ماء عكر غير ناظب

سقيتيني شربة عشق فجعلتيني مقيدا
بقعر طوامير موصدة خلف القضبان

ألا رحمتي العباد مرة بخروجك
من الدار لتمتعي خلق الله بزهائك الوقاب

© 2024 - موقع الشعر