الحب ليس شعرا وحسب - معين الغويدي

الحب ليس شعرا وحسب ... سأكتب الحب بكلمات ... أتعلم منها كيف يكون الحب... ولعلها تضيء لكم بعضا من دروب الحب التي تسلكونها وأنتم تسيرون على أمل الوصول...
هناك من يقول أن الحب واحد وأن الحب هو للحبيب الأول والكل يردد بيت الشعر ( نقل فؤادك حيث شئت من الهوى .. ما الحب إلا للحبيب الأول)
ولكن الواقع يقول غير هذا... الواقع يقول أن الرجل يمكن أن يحب مرة بعد مرة والمرأة كذلك... والشواهد كثيرة على ذلك... فهل الحب الأول هو الأول أم الثاني هو الأول أو ما بعده هو الأول؟
إن الحب في نظر العارفين هو كيمياء ... تتفاعل فيها ذرات الإحساس بين حبيبين فيتولد الحب وتبدأ المشاعر بالتحرك وتلج الروح فيها فينبض القلب ويعيش به..
إن الحب في نظر العارفين هو حالة انعدام الوزن والتوازن في المحبوب ... نتلاشى فيه ونذوب وننصهر ونفقد وجودنا أمام وجوده ... ولا يبقى منا إلا هو ... فيكون هو أنا .. وأنا هو ... نتيجة امتزاج الأحاسيس والمشاعر ببعضها.
إن الحب في نظر العارفين هو إحساس رجل أن هناك أنثى يستحق أن يعيشها ... يحبها في كل يوم أكثر... يتمنى قربها في كل يوم اكثر... مهما كانت بعيدة... مهما كانت الحواجز بينهما عديدة... مهما كانت هناك فواصل تفصل بينهما .... يبقى حبها هو الأساس... وشعوره بها تاج الإحساس... ويبقى يعيش على أمل أن يلتقيها يوما.. ولو كان اليوم الأخير من عمره... يراها بعينيه... ويغمضهما ويرحل عن الدنيا واخر ما رأته عيناه محبوبته ومطلوبته ودنياه كلها وبعد رؤيتها واكتمال السعادات... لم يعد للحياة طعم طالما أنه وصل للمراد برؤية من يهوى...
ايها الأحبّة .. حالات ونماذج ذكرتها ... كل واحدة هي رقي بحد ذاتها... وهي جنون مستغرق بحد ذاته ... هي مثال العشق الذي لا يتكرر كالحب... فقد نحب مرات ويكون في كل مرة حبنا الأول... من عاش ما ذكرت فهو عاشق ومعشوق ... وليس بعد العشق إلا العشق... وليس في العشق إلا احتراق... وليس في العشق معنى للفراق...
فتعلموا أن تكونوا العاشقين... وتعلموا كيف تعيشوا العشق وتهبوه من يستحق... فليس أجمل من أن تكون عاشقا
© 2024 - موقع الشعر