الآن أُبصر - احمد بهجت سالم

كوني إلى قلبي قريبٌ إنني
الأن ُأبْصُرُ ما يُفجِّرُ مِنجمي

لا يُبْصرُ الأزهار إلا شاعرٌ
في قلبه نبع الجمال المبهمِ

مُتنسِّماً عبق الحياة بقربهنَّ
وضالعاً فى نورهن المُلهم

يسقي فؤاد الكون مزمور الشذى
شهداً تقطَّرَ من رضاب الأنسُم

يدنو إلى الاوتار إذ تُفضي وإذ
تبكي حنيناً للجمال الأعظم

يمضي على الأيام مسفوك الرؤى
ثملاً بصهباء الخلود ومُفْعَم

أهٍ لها تلك الزهور كأنما
شمسٌ تُجلجل في الضمير المُعتم

طورٌ من الالهام علوىٌ فلا
يرضى شريكاً اذ يسيل الى دمى

فهمُ الذين تهيمُ في أرواحهم
روحي لتنهل من معين الأنْجُم

وهمُ الذين يلوح في خطراتهم
قلبي وما سطرت يمينُ الأدهم

لا يُبصرُ الأزهار إلا قارئٌ
لليلِ صباً بالحياة مُتيَّم

هنَّ الشموس يمِسن في عليائهنَّ
مُبارِكاتٍ للوجود المُسْلِم

ينثرن فى ظمأ القرون هنائة ال
حلم الجميل ونشوةً لا تُفهَم

ويَلُحن في لغة الغروب كأحرُفٍ
من نور تكتب ما تشاءُ بمبسمي

ويثُرن في بدن الحياة كصورةٍ
للحسن تجتاح الكيان وتهتمي

* * *
كوني إلى قلبي قريبٌ ما سوا

ك يرى فؤادي .. ما سواك بأنْغُمي
وإليك يهفو حين تحتدم الرؤى

أو حين يبكي الغربُ شمساً تغتمي
كوني قريبٌ كي يُداعب مِزهري

وجهٌ يُذيبُ قصائدَ المُتَرنِّم
فيرى على ذاك الضيا أجزاءَهُ

تترى لِتُشْرق في الجبين الأقسم
© 2024 - موقع الشعر