دستور الشاعر - احمد بهجت سالم

ترنَّمْ بما شِئتَ أو ما أرادَت
زُهَيْراتِ دوح الوجود المَواحِي

وقَبِّلْ جبين السموات صبَّاً
بِهِنَّ متى صِرْنَ دُهْمُ الوِشاحِ

ولامِس بلا خوف لبَّ الحياةِ
متى دبَّ في الباسقات المِلاحِ

خُلِقْتَ من الدمع قلباً وفِكْرا
ورباكَ طِفْلاً أريجُ الصباح

وشدَّتك في القَيْدِ بنتُ البسيطِ
وألقاك في الشَرْكِ لَفْحُ الصُداحِ

فَضَمِّن نظيمك ما ظلَّ يسري
بِذا القلب دوماً ولا تخشِ لاحِي

وضَمِّنه من كل غضِّ المعاني
وطَعِّمه بالآبدات الصحاحِ

فأنت على الرغم للكون قلباً
سقيماً ويُسْقي مريرَ القِداح

وثمْلاً وما الفاه قد مسَّ خمْراً
فقد أسْكرته نِسام الأقاحي

ترنَّمْ فأنت الأميرُ المُفَدَّى
بدنيا النفوس ولا من مِزاح

فمن ذا سوى الشِعرُ يبكي النجومَ
ومن ذا يُطَبِّبُ جُرْحَ الرياح

تجَمَّع في الصدر خَمْشُ الليالي
كوشْمٍ على داميات البِطاح

وغَرْدٌ يُدَلِّه صُم الرِعان
فتَهْمِي .. وتنسدَّ كل النواحي

تجَمَّع في الصدر سِحْرُ الثُغورِ
ويأسُ النديمِ وزَهْرُ السُفوح

ودَمْدَمَ في القلب لحْنٌ خبِيبٌ
يُعَرْبِدُ في النفسِ طَلْقُ السراح

لقد جاء صوْتُكِ يا من بِذاتي
تصولين ثم أرْتديتي مُسُوحي

فهيا إلى النور .. هيا وصيري
قصيداً من الشاعر المُسْتَبَاح

*******************
تُنادي القَواشِبُ شوقي إليها

فيخطو أسيراً يتيم السِلاح
ويحثو على رأسهِ من سناها

ويهْتاج من ذا الأريج المُباح
يمُدُّ إلى الشمس قلباً شهيداً

وجَفْناً شريداً وشِلْو الجَناح
© 2024 - موقع الشعر