الرَّحِيلُ ضِدَّ الشَّوْقِ أَحْيَانًا - عبد الله جعفر محمد

الرَّحِيلُ ضِدَّ الشَّوْقِ أَحْيَانًا
(إِلَى اشراقة مُصْطَفَى وبلقيس العشا وسُلَافَةُ بَشِير سيداحمد وَغَائِبَةٍ أُخْرَى)
 
تَلْتَفِتِينَ نَحْوَ النَّيْلِ مِنْ شَوْقٍ
وَهَذَا خَطَوْكِ المَمْدُود نَحْوَ الشَّمْسِ
قَلْبُكِ لَمْ يَزِلْ يَهْفُو لِتِلْكَ الأَرْضُ
غَابَاتٌ مِنْ الشَّوْقِ المصادمِ
تَعْتَلِيكِ إِذَا اِعْتَلَيْتِ القَلْبَ
يَا أبنوسةَ الأَرْضِ
الَّتِي شَهِدَتْ غُرُوبَ الحُلْمِ
فِي قَلْبِ النِّسَاءِ السُّمْرِ
كَيْفَ الحَالُ؟
حِينَ تُضَيعُ أَنْوَارُ المدائنِ
والمطاراتِ الكئيبةِ فِي دُرُوبِ اللَّيْلِ
أَضْوَاءَ النُجيماتِ الصَّدِيقَةِ
وَالَّذِي أَخْفَيْتِ
مِنْ لَهَّفٍ لِدِفْءِ الأَرْضِ
خَوْفَ المَوْتِ مِنْ بَرْدِ الشِّتَاءِ
أَوْ التَّخَثُّرِ فِي جَلِيدِ الرُّوحِ
إنْ عَبَرَتْ رِيَاحُ الشَّوْقِ
ذَاكِرَةَ الحُرُوفِ
لَتَكْتُبِينَ الأَحْرُفَ الأُولَى
عَلَى كُرَّاسَةِ الَّاتِي مِنْ الأَيَّامِ
أُنْثَى مِثْلَ دَفَقِ الطلِ
دَافِئَةً ودامعةً عَلَى وَرَقٍ مِنْ الأَحْلَامِ
وَالشَّجَنِ الرَّبِيعِيِّ المَلَامِحِ وَالهَدِيلْ
بِاللّهِ كَيْفَ الحَالُ؟
يَا أبنوسةَ المطَرِ الصَّباحِيِّ الجميلْ
أَوْ لَا يَزَال الحَالُ ذَاتَ الحَالِ
حَيْثُ العُمْرُ يَبْدَأُ مِنْ صَبَاحِ العِشْقِ
حَتَّى آخِر الضّحْكَاتِ
أَوْ بَعْدَ الرَّحِيلْ
بِاللّهِ كَيْفَ الحَالُ؟
حين الخطو يُوغلُ
في مَسَافَاتِ التَّأَقْلُمِ
كِي يَنَامَ القَلْبُ
فِي الوطْنِ البَدِيلْ
بالله كَيْفَ الحَالُ عِنْدَكِ؟
عِنْدَنَا....
مَا عَادَتْ الأَحْلَامُ وَالأَشْجَارُ
تَنْمُو فِي ضِفَافِ النَّيْلِ
مَا عَادَتْ لِهذي الأَرْضُ ذَاكِرَةٌ
سَتَحْفَظ وَصْفَ خَطَوِ الرَّاحِلَاتِ
مِنْ النِّسَاءِ السُّمْرِ لِلمَنْفَى
أَو المَوْتِ الأَخِيرِ بِلَا وَدَاعٍ أَو دليلْ
© 2024 - موقع الشعر