سطوة الجبال - سعاد الكواري
أين أنت أيتها السعادة ؟بحثت عنك كثيرافي وجوه المتعبينالماضين بسكون إلى كهوفهمبحثت عنك في الأزقةالمطارات الأرصفة المقاهي المزدحمةبحثت عنك في كل مكانفلم أجد لك أي اثرلم أجد لك أي اثرفكيف يقولون انك شاسعة كالفضاء؟كالنور منتشرة كالصدى تأتين من كل جانبأين أنت أيتها السعادة ؟أين أنت أيتها الشهقة المختبئة في القلبأيتها الكذبة التي عششت في رأسي طويلابحثت عنك حتى امتلأت روحي ظلمةاكتسى وجهي شحوبا و اهتزت خطواتي***اهديني هدوءك أيتها الجبالحمرة الأفق صمت المرايا ارتعاشات الرياحخوف الجداولاهديني مخيلة طفل نظرة كهلتكاثري حولي أيتها الفراغات البربريةاهديني هدوءك أيتها الجبالاتركيني أئن حتى انتهي***اقذفي مجاديفك أيتها السواعد المريضةاقذفي أحجارك فوق رأسياعتقيني أيتها الجبال المنتصبة أماميفأنا اضعف من يرقة و أتعس من يمامةاعتقيني أيتها الجبالاتركيني كي أرى ماذا يوجد خلف هامتكاتركيني أرَربما رأيت طيف السعادةربما شاهدت البراري المنبسطةتضج بحركات الكائنات برقصة الظلالربما ساقني حدسي إلى طاولة السهولربما .. ربما ..انحني قليلا أيتها الجبال الشامخةو اتركيني انظريا آخر معجزات الكون و آخر خرافة***وقفت كثيراأحدق في ظلييا الهي حتى ظلي لا يشبهنييشبهني هذا الطائر المنحوتمن صخورك القاسية أيتها الجبال من قسوتكخطواتي تعود للخلف بحركة آلية مملة مبرمجةكم طريق انفجر قبل أن اصل إليهكم زقاق ..مبرمجة خطواتي كآلة***خلصيني من سطوتك أيتها الجبالخلصيني من سطوتك واعتقيني
© 2024 - موقع الشعر
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.