سيناريو - سعاد الكواري

جلست بقرب النافذة
كنت على وشك البكاء
كنت سأبكي بالفعل
كنت أوشكت على ...
صهل حصان من بعيد البلبل طار
علق الإخطبوط سلسلة المفاتيح
في الفتحة الوحيدة التي في الجدار
حام العنكبوت حول المفاتيح
في لحظة متوهجة تمايلت زنبقة في الفضاء
في لحظة مماثلة اختلط بياض الأفق بيباب القلب
فخرجت إلى الشارع
الهرة المريضة أغلقت الباب
المفاتيح سقطت بهدوء
***
على عتبة الدرجة الأولى تراكمت كومة من الرمال
لفتها الرياح في دوامتها المستمرة
على الدرجة الثانية تطايرت حبات من الرمل
على الدرجة الثالثة تشكلت خطوات لكائن بثلاثة أصابع
ونتوءه غريبة لا تنتمي لأي كائن
على الدرجة الأخيرة
تكورت ذئبة محتضنة قططا صغيرة نامت
***
آخر مره فكرت أن أتسلق جبلا كنتُ في الحلم
كان جبلا ضخما يقف في وسط المشهد
على الأطراف كهوف عميقة يسكنها الصدى
طائر غريب الشكل يبحث عن أنثاه بين الأعشاش المتحجرة
آخر مرة فكرت أن أفسر الحلم
نصحتني صديقتي بألا أعطي للموضوع أهمية
علقت بأن الأحلام غالبا ما تتبخر عند الاستيقاظ مباشرة
لكني لا أعرف لماذا كلما أغمضت عيني
شاهدت الجبل منتصبا أمامي
شاهدتني أتسلقه وأسقط قبل أن أصل إلى نصفه
***
أيقظني أنين قطه مرت من أمام نافذتي المفتوحة
حاولت أن أعود للنوم لكني يئست
شددت الغطاء إلى قمة رأسي
أغمضت عيني بباطن كفي
لكني لم استطع العودة للنوم
كأن شيطانا من الفولاذ هوى من سطح الغرفة المعتمة
فتطايرت هياكل خشبية تحوم في صمت
بينما رحت أشاكس ملائكة مختبئين في كؤوس النور
***
آن لهذا الجسد أن يرتاح...
على أي مرتبة سيهمد الليلة
أي حلم منسق سيستقبله في منتصف الحلم
في ساعة متأخرة من الليل
رأيت القمر يتكسر بهدوء
كنت شبه مستيقظة
لا.. كنت على وشك أن أغرق في النوم
كنت قد نمت بالفعل
لكن القمر كان مستمرا في التمزق بشكل آلي
***
صراخ استغاثة
الريح هتفت للأشرعة المبحرة بهدوء
عند حدود المرفأ المجهول وقفت طيور النورس
اختلست نظرة خاطفة
علّني أزحزح بواخر الأرق الراسية في رأسي
من يا ترى يتلصص من خلف الأبواب
من تراه يهيج أعصابي الراكدة في مستنقعات الفشل
لتنشط من جديد وتهب للسباق
***
لا أريد أن أستيقظ
هذه الدقات التي تزلزل أوصال الفجر
ونباح الكلاب الضالة
لا أريد أن أقف
أريد أن أبقى ممدودة وسط الأغطية القطنية
انتم يا من تجرجروني بقوة كي أنهض
اتركوني أصارع الأشباح
أعاكس طيور النوم علي أغفو طويلا
أيتها الأشياء المتناثرة من حولي
تكاتفي معي
أخفي نور الفجر الطالع
© 2024 - موقع الشعر