نبي

لـ سعاد الكواري، ، في غير مُحدد

نبي - سعاد الكواري

أيتها الزعنفة الساقطة في أحضان الظلمة
اقتلعي السهام واغرسيها وسط بركة الطين
اقذفي فجرك الندي
في بقعة يتجمع حولها الفراش الملون
و تنتشر وسطها رائحة الياسمين
صدى الشهقة الأولى
بروميثيوس سارق النار والمعرفة
يلهث خلف طلاسمها الطائشة
يلهث خلف السراب
***
فندق رخيص يغرق وسط الظلام
خربشات قطط مدللة ترتسم فوق جدره الملساء
أرى غنمي ترعى في حديقة فينوس
منحنية الرؤوس لوحوش الغضب
مستسلمة لانكسارات الرؤية خلف طواحين الهواء
انحنى الشجر المعلق بين فراغات معتمة
ليمرَّ الضوء المتسلل بقوة من ثقب وحيد
***
أقف لأستريح
الأغطية الفضفاضة تهبط على سطح المدينة
المدينة تلتحف بشرنقة من الغبار
المدينة فاكهة الجنون
أيقونة المخيلة
تتقشر على مهلها
وتترنح كالخيول المبقعة بالدماء
بينما ترتجف أنامل البياض كرذاذ مرتبك
الموت يصعد أبراجا متداخلة
الأرض تتعثر بضلالها
العالم يرفع راية الهزيمة
***
تحت أغشية الضجر يحبو تنين كهل
عند المقبرة الأثرية يتصاعد دخان رمادي
بفارغ الصبر انتظر أن تسقط خيوط اليأس لأتسلقها
وأطفو فوق غيمه غير مرئية
أقاتل غولا كسولا بسيف خشبي
كأنني دونكيشوت المسكين
كأنني أباطرة المغول
كأنني بذرة الهزيمة
أعود مرة أخرى لكي أؤكد
أن لا جدوى من الركض خلف شياطين الوهم
فهأنذا أعود محملة بالخيبات
بخفي حنين
أزرع نخيل الفقد على جانبي الطريق
فلماذا إذن ارتدي قناعا وأمضي
وأنا أشتهي الانخراط في جنازة؟
***
لا قاتل
لا مقتول
الحسرة وحدها ترتدي هذه السهول
لا جدوى من البكاء
لا جدوى من الصراخ
لا جدوى من القهقهة
بعد قليل ستنطلق أبواق الخطر
فقط الذكريات المتسكعة
سيسمح لها أن تنتشر في ردهات الذاكرة
كأشباح تترنح بخفة
بعد قليل سأسمح للدمعة المتحجرة
أن تنهمر وتبلل جبل التعاسة
بعد قليل سأسمع خفقان قلبي
سأشعر برغبة حقيقية في البكاء
© 2024 - موقع الشعر