عند الباب - سعاد الكواري

قرّب وجهك من نافذتي لتراني
أحيك أشرعة السفن بإبرتي الأخيرة
وأكفن بها أحلامي المقتولة
ثم أدفن التابوت في الحديقة
وأمشي خلف المتصوفين
والتائهين والسرياليين
خلف غبار القطارات
خلف قطعان شاردة عارية الرأس
أمشي موهومة بمدينة جديدة
لم تطأها قدم قبلي
وبأجنحة تلفني بها أنثى الغراب
***
هذا الجسد المطعون بسهام كثيرة
من كل جانب
اتركه عند الباب
اتركه ثم حمْ حوله كذئب
رتل نصوصك
كي تعيد إليه الروح
لتجعله ينتفض
الجسد الميت
الجسد المسنود عند الباب
الباب الذي ضربته الريح كثيرا
سينفتح لك بهدوء لتدخل
وتترك الجسد الميت في الخارج
***
رتل نصوصك
فهاهي مملكتي تنهار
رتل نصوصك وارحل
عدت لا أقوى على النهوض
عدت لا أقوى على المضي
عدت لا أقوى على الاستماع
***
قرّب وجهك من نافذتي
لترى الطواحين تتعارك مع ظِلها
لتراني أحوم خلف الجسد
الذي تركته عند الباب
أحوم وأعوي
© 2024 - موقع الشعر