عندما تاهت خطواتي - سعاد الكواري

ضعوا أسلحتكم جانبا وتعالوا
من أجل هذه الغابات التي تعبرها الريح
تعالوا وانظروا
وسط الأشجار المتشابكة
ابحثوا عن ثقب صغير
فربما وجدتموني نائمة
ربما وجدتم قربي مملكة للجن
أو جزيرة للبجع
***
هذه الأنهار التي تندفع بسرعة
عبر قنوات طبيعية
هذه الجحور المنهارة
هذا الريش المتكوم على حافة ضيقة
ابحثوا ربما تجدونني نائمة
في هذه الحفرة الضيقة من العالم
***
هذه المياه الغزيرة
التي لفظتها عيون السماء
شكلت المسطحات الهائلة من البحار
هذه الأعمدة المستقيمة التي تشبه أجسادنا
تشبه ظلالنا ، هيئتنا المنقوشة في دفاتر الجحيم
هذه الأعمدة التي سقطت في براكين مجهولة
أخذت تطفح من جديد
وأخذنا نتسلقها ونلوح لسرب اليمام
كي يحطَّ أخيرا على رؤوسنا
رؤوسنا المتعبة
***
ضعوا أسلحتكم وتعالوا
القضبان تآكلت
فلماذا تقفون هكذا بلا مبرر
كأنكم قباب نحاسية
دمرتها الرطوبة
تعالوا ..
غطوا جسدي بسعف النخيل
فربما هدأت روحي
ربما هدأت أو تاهت
***
لست أقصد خيولكم
المطاردة دائما
لست أقصد أجسادكم
المبقعة بسبب أمراض كثيرة
لست أقصد غيومكم الرخامية
لست أقصد نساءكم المنهزمات
بدون معركة
لست أقصدكم على الإطلاق
لكني أشعر بدوران فظيع
يقسم رأسي إلى نصفين
وبأن غيمة عملاقة تقف أمامي
وتمنعني من الرؤية
© 2024 - موقع الشعر