لأنك المجنون - حمدي الطحان

ولأنّكَ المجنونُ في هذا الرّصيف
وجميعُ مَن مَرُّوا هنالكَ عاقلون
أُعْطِيتَ حقًّا في التَّحرُّرِ ليسَ يَبْلُغُهُ سِواك
وجَعَلْتَ تلهو بالسُّكَارَى العابرين
وتمرُّ مِنْ فوقِ الثَّوابتِ في انتشاء
وتظلُّ تصرخُ ثمَّ تضحكُ عاريا
والنَّاسُ في عينيكَ قد صاروا سواء
الشّيخُ والشَّابُّ المُشمِّرُ والصَّبيّ
والسَّيِّدُ الصِّنديدُ والعَبْدُ الشَّقِيّ
وذوو الذَّكاءِ وكلُّ أربابِ الغباء
ولأنّكَ المجنونُ صِرْتَ كما تشاءْ
وجميعُها الأيامُ يومًا واحدًا
والليلُ أمسى للنَّهارِ مُرادفًا
إذْ ليسَ للأشياءِ بَدْءٌ وانتهاء ... حمدي الطحان
© 2024 - موقع الشعر