ثلاثين

لـ زايد الرويس، ، في غير مُحدد

ثلاثين - زايد الرويس

يا ليل ما اطولك للساري فمشواره
صحراه ظلما وصبحه ما حمل ديره

للبرد لو شب عزمه تنطفي ناره
من ريح الايام والوقت ومخاسيره

عدّت ثلاثين زايد واخر اخباره
جالس يسولف عن الضيقات والحيره

وان مرّت الذكريات يقول لافكاره
ايام راحت وعدّت ياالله الخيره

الله يذكر زمان اللعب واسراره
ومدرسٍ لا زعل يرمي طباشيره

عقب العشا نوم والسهران في داره
يحل واجب وينسى واجبٍ غيره

في كل هوشه أحد منقطعٍ زراره
والصبح ما للزعل ما بيننا سيره

حلم الصغير ان كبر فله وسياره
ياخذ بها لاطفش لفّه وتدويره

برادة المسجد اللي فاخر الحاره
ارخص من (الببس )للي قل توفيره

كلٍ يسولف عن (التفحيط ) واخطاره
ولا جا (مفحط ) غدينا من جماهيره

من يشري الخبز ما ينسى ولد جاره
من ضيقة المخبز وزحمة طوابيره

حافين و(زفلتنا )ما همنا قاره
واللي معه (كندره )يا قوّ تكسيره

والملعب اللي (حصاه ) اقشر من غباره
بابه من (الشوت ) منهاره مساميره

(من شوط ) نلعب (حكمنا ) سهل نختاره
إلى اذن المغرب نخليه ( صفيّره )

كلٍ له اسمه وكلٍ عنده ( عياره )
ومع كل ذا ما نعرف الحقد والغيره

الله ياهي سنين بجدّ دوّاره
تفرّق الأهل والأصحاب والجيره

هاك السنين انتهت عجله ومنهاره
والشيب لو ما حضر لاحت تباشيره

راحت ثلاثين والشاعر وش اعذاره
لو ما كتب عن ثلاثينه معاذيره

لو ان عمره حديقه تحضن اشجاره
عقب الثلاثين تنكرها عصافيره

في هالثلاثين كيف يحسّب اوزاره
ومن هالثلاثين عمره كيف تطهيره

اتعبني العمر واسفاره هي اسفاره
واحلامي البيض تأخيره بلا خيره !

مستقبلي وين ؟ مدري وينها دياره
وانا اللي ابطيت في رسمه وتصويره

شهادتي مالها لدروبي زياره
كبرت معها وهي ما زالت صغيره !

والوقت حلوه سكت في سطوة امراره
يمدّ شرّه ولا طالعني بخيره

صحيح كلٍ بها الدنيا له اقداره
والرزق يحتاج من يسعى لتدويره

له نافذه من وراها تسدل ستاره
ان جاه والا السبب قسوة مقاديره

طريقي اظلم علي وتاهت انواره
مافيه رجعه ولا يمدي بتغييره

يا طوله الدرب للساري فمشواره
ليله صحاري وصبحه ما حمل ديره

للبرد لو شب عزمه تنطفي ناره
من ريح الايام والوقت ومخاسيره

عدّت ثلاثين زايد واخر اخباره
جالس يسولف عن الضيقات والحيره

© 2024 - موقع الشعر