الشهريار أبو سعيد

لـ مروان القصار، ، في روايات وقصص، آخر تحديث

الشهريار أبو سعيد - مروان القصار

في بلاد أبو سعيد العربي
يسرع الليل على غير العادة
ليستمتع ... بفكاهة السهرات
ينوم الأطفال باكراَ
ثم يستفز الزوجات
لتحضير فسطاط السهر ... مع النرجيلات
يتكئ أبو سعيد
و يصحو فيه كالعادة ... البطل الفيلسوف
و يبدئ في ألقاء الملحميات
يسألها ..؟
أي الأطفال ... أجمل
فتجيب ... أم سعيد بارتخاء
كل الأطفال ... أجمل
هم كالنجوم .. كلهم سواء
فيقول أجل .. و لكن لا تجاملي
لغيرة النسوان سحر ... إن تشبهوا بالآباء
فتجيبه ...!
السحر ..
كذب الرجال أمامهم .. يهدم فيهم الحياة
يسألها ماذا .. تعنين ؟
فتجيبه .. دعك الأن منهم و خلينا بالصهجات
ثم ... يغير الحديث
و يقول ... لها
أما أنت .. يا حبيبتي
يا أم النجوم .. و النجمات
لغيرة النسوان منك
تُفرغ الأقلام من حبرها
و تكبر فيك الروايات
قالوا . لك عني
يساهر الأقمار
و يخلوا بالجنيات
يزين لهم الليل
و يسقيهم من جوف الورد
و ينام معهم ... بين الورقات
حدثوك ...
عن خيانتي لك .... حتى في أبسط الكلمات
قالوا ... لغيرك يتزين
و يطيل عندهم الغيبات
يكتب لهم أجمل الشعر
و يرقصون له .. أجمل الرقصات
لا بأس عليك .. يا حبيبي
أنت ملك .. هذا الشرق
تعجب فيك .. جميع النساء
... و يقولون فيك أجمل الكلمات
كل يوم ...
يجلس بجانبها ...
يروي لها عن بطولاته
و يظن بأنها تصدق .. هذه الكذبات
و هي .. تتصنع الدهشة
و تظهر .. فيه الأعجاب
و بكل مرة تضخمه ... فوق حجمه مرات
و تعرف
بأنه لا يملك .. ثمن الورد
و لا يعجب فيه .. إلا هي و بناته الجميلات
في الصباح ... يصحوا أبو سعيد
يفتش عن مفاتيحه في معطفه المهترء
و كالعادة
يملأ البيت ... بالزمجرة و الترهات
يغلق باب بيته المتصدع
و هو يدعوا ... الفتاح الرزاق
بأفصح الدعوات
يغير طريقه
لكي لا يراه البقال
و يطالب بدينه ... من ثمن الخضروات
جلست أم سعيد .. تحت شجرة الدار
تطرق برأسها .. نحو الأرض
و تقول في نفسها إلى متى هذا الدوار ! ..؟
شرق لا ينتهي فيه هذا العرض
نكذب ... و تدخل الكذبة فينا و تحتار
نكررها .... و تنتشر كالمرض
حتى تصبح تاريخنا مع التكرار
نقصها على أحفادنا لكي لا ننقرض
.. نطور الكذبة في كل مرة
مع الإعادات
لا نحب النقد .. أو مراجعة النفس
أو حتى .. جلد الذات
نؤمن فقط ... بكذبنا الممتلئ بالتهيئات
نحن العرب حكمنا الدنيا
يوم صدقنا يوماً .. مع الذات
ثم أضعناها مرات ... و مرات
كم من أعجمي حكمنا و تسلط علينا
و ساقنا .. قاق بيق كالغنيمات
نحن شرق ... أبو سعيد
خليط من التنابل نؤمن فقط بالبطولات
حتى صدقنا
بأن صوت المظاهرة
يغلب دبابات العدو ... و الطائرات
و أن الحضارة لا تعطى
بل تبنى جيل وراء أجيال بالتضحيات
هذا شرقنا
كذب ... مجرور ... بالكذبات
لا فعل إلا بالدوران .. داخل السكون
مسلمين أمرنا .. مع الساكنات
بالكذب نبني .. هياكل المستقبل
جدود ... وراء أطفال
مبنية فقط ... على العنتريات
سألني .. أبو سعيد
كيف الكذب ... يهدم الحياة
لم أستطع إجابته بأنه ...
لا زال شهريار
و أنا لا زلت ... شهرزاد
مروان
© 2024 - موقع الشعر