أين التميمي - جمانه شبانه

ندَبَ المساءُ سوادَهُ بصُوَيلِحَا
 
 
وبكَى على ندَبَاتِهِ وقتُ الضُحَى
 
أهلُ الجيادِ ترَجَّلوا مِنْ دارنا
 
 
دارتْ رَحَاهُمْ وانتشى صوتُ الرَحَى
 
كانوا هنا قبلَ القليل ِكأنهُمْ
 
 
سُحُبٌ تلاشتْ فوقَنا مُتَسَرِّحا
 
لكنْ تَراهُمْ قَوَّضُوا بخيامهمْ
 
 
خَلفُوا العبيرَ ومِسْكهُمْ مُترَنِّحَا
 
صَنعوا الجيوشَ بِكفِّهمْ واستنفروا
 
 
في كلِّ قُطْبٍ غاديا ًأو رائِحا
 
رحَلوا وعنَّا سارعوا برحيلِهمْ
 
 
كانوا خيولا ًبالسماء ِجوانحا
 
رقتْ اليهمْ دمعتي وكأنَّها
 
 
سكبتْ على قلبي الجريح ِموالِحا
 
جُودي أعيني وارقبيهِمْ تارَة ً
 
 
جودي بعزم ٍلا يملُّ تقادُحَا
 
وتنشَّقَتْ أنفاسِيَ الحدَّ الذي
 
 
كادت ْبهِ الأوصالُ أنْ تتطارَحا
 
حينَ الأيادي لوَّحتْ لفراقهِمْ
 
 
خرجَتْ بروحي واصطفتهَا لائِحَا
 
أينَ التميميُّ الذي جعلَ السلاحْ
 
 
يبكي رصاصا ًباتَ يصدَحُ نائِحا
 
أينَ التميميُّ الذي في عُشهِ
 
 
إنْ كانَ طيرا ًكانَ صقراً جارحَا
 
أينَ التميميُّ الذي في إسمهِ
 
 
خضَعَتْ مُلوكٌ لا تقل ُّفضائِحَا
 
عتبي على الايام ِفي طعناتِهَا
 
 
قرعتْ طبولاً كي تُعدَّ مَذابحَا
© 2024 - موقع الشعر