دَنى الشوقُ - زكريا منير

دَنى الشوقُ هلْ لنا صَبرُ
أنْ نذوقُ مُراً يعطلُ العمرُ

قالوا إن ذا الزمانُ متقلبٌ
فلا ندري من قد بقى ذخرُ

حلاوةُ الجفن ما به دمعٌ
نظارة الوجه ليس لهُ نَكر؟

لعبتُ الأشواق بنا ما لعبتْ
فتبدلَ السرورُ بعدها كشرُ

وقال قائلهمُ بحملهِ الهوى
فقلتُ: بلى وإني أحملُ الصخرُ

تضَعضَعَ جبرُ الكسرِ وربما
يَصير ٌمن على الشمال صفرُ

تأهبتْ الأشواقُ والجيشُ عرمرمُ
لو كانَ لها العزمُ قطعت الجسرُ

لا عجبٌ لناظرُ الفلك إذْ جرتْ
مقلَهٌ كما يجري بدمعهِ البحرُ

كَفنتْ أيادي الدهرُ كل عاشقٌ
حتى وضعتْ جسمهُ في القبرُ

ما قد جربَ الهوى غير دامغٌ
لا يرى الوجدٌ مذمومُ لدى البدرُ

© 2024 - موقع الشعر