عينيْ تُساهرُ ليلها

لـ يحيى يسين، ، في العتب والفراق، آخر تحديث

عينيْ تُساهرُ ليلها - يحيى يسين

عينيْ تُساهِرُ ليلها و تواصِلُهْ
تَعِبَ الذي ذاقَ الغرامَ و سائلُهْ

أيكونُ نومٌ و الصدودُ مؤرِّقٌ
و القلبُ مبذولٌ لمَنْ هو شاغله!؟

و الدهر يُبلِي كلَّ مَنْ عرفَ الهوى
و تُشتِّتُ الأحبابَ فيه نوازلُهْ

قد سقتُ آماليْ إليه فساقَ ليْ
حزناً بهِ الراسيْ ينوءُ و حامِلُهْ

فالبعدُ أمرٌ لا يطيقهُ عاتِقي
إنّ البِعادَ لمَنْ أصابَهُ قاتلُهْ

و الإلفُ نجمٌ طالَهُ بصَريْ و ما
كفِّيْ لذاك النجمِ يوماً طائلُهْ

يزدادُ ظلماً كلَّما زِدتُ الرّضا
و يَبُتُّ وعداً إنْ بدَا و يُمَاطِلُهْ

أكفَلتُهُ قلبيْ فعافَ كفالَتِيْ
فكتمتُ في نفسيْ و أُثلِجَ عاذِلُهْ

يا مستبيحاً بالهوى قلبيْ الذي
حَقَّتْ جنَايتهُ بما هو فاعلُهْ

و مبادلًا شغفاً وُضِعتُ و قد سَما
بالكِبْرِ و النكرانِ حينَ تُبَادلُهْ

إنْ قلتُ إنِّيْ جاحدٌ بمحبتيْ
و اللهِ ذا قولٌ و لم يعِ قائلُهْ!

أو قلتُ إنِّيْ صابرٌ فتصبُّريْ
ضعفٌ و شوقيْ إنْ ذكرتكَ خاذلُهْ

قلْ ليْ أيا سؤليْ إذا ماجَ الهوى
في القلبِ أو شُدَّتْ عليهِ حبائلُهْ

ما يفعلُ الكَلِفُ المحبُّ بنفسهِ
إنْ كانَ لا تُرضيْ الحبيبَ فعائلُه؟

قد كنتُ طولَ العمرِ أطلبُ وُدّكم
هلْ كُلُّ مَنْ يسعى لودٍّ نائلُه؟ْ

© 2024 - موقع الشعر