خرافة هندية - عبدالله سليمان الخطيب

خرافة تقال في الهند في البنغال ..
في الهند ينتحر الاموات و يحرق في النار الاحياء
في الشرق العربي المتخم بالزيت و نفط الصحراء
يقوم الليل بخنجره و يحز رقاب الفرسان اذا
صرخوا من الم الجوع و رفع الاسعار ..!
شاهدت امراة تبكي في الليل،
و حلمة ثديها في شفتي طفل يمتص رحيق العشق و لا ترضعه
السماء تدثرها بلحاف البرد
و تجتر عطور المشويات على الارصفة القذره
و تنعم بالجوع ينبت في الاحشاء كما الاشجار
و كنت اسير طوال الليل
اشاهد فوق الارصفة اناسا تتلوى من الم الجوع
و لسع البرد تحت الانوار المنبعثه ..
رائحة الجوع في اعينهم تقتل كل مساعي السلم
يا مولاي فاقتلهم بسياط العسكر
ان الجوع المتخم يرقد منذ سني القحط الاولى في احشائي و ينمو اكثر ..
ينهض في الليل و يصرخ في ارحام نساء القوم
و يصرخ فيكم ...
يخرج من ارحام نساء القوم و يصرخ فيكم:
يا سادة
يا اصحاب السيادة و الرفعة و الفخامه
هذا الصلف الفوقي يزيد الكفر
و يجعل كل زناة الليل سادة هذي المدن الخرساء
و المدن الخرساء المقهورة يزنى فيها ..
يفجأها الحيض و يزنى فيها
و السادة في هذا الوطن يزنون، و يحيضون،
لكني لا احمل موتي فوق يدي
لكني لا يزنى فيّ
ان المدن الخاوية الامعاء يزني السادة فيها
يخرج من بين حناياها من يدفنني حيا
فانا ابكي يا سادة ماض يبكي علي
انا ابكي حاضر قومي يقتل في الليل بين يدي
انا ابكيكم لكني ان مت على ايديكم فمن يبكي علي
انا ابكي زمنا كانت الفرحة فيه تملأ عيني
قتلتها ثورات الزنج في البصرة
و خليفة هذا الليل يلاحقني ميتا حيا ..!
سآوي الى جبل يعصمني من هذا الموج الكافر
او اعبر هذا البحر الى البصرة حبوا
او احمل فوق يدي قلاعي و اسافر
فالريح الى بغداد تسافر
و النجمة في الليل الى بغداد تسافر
و الشرق يسافر
و النفط العربي يسافر
و انا نحو الشرق سأركب هذا البحر او اقتل حيا
لن اترك هذي الارض
و لو باع السادة جثماني للفرعون صبيا
سآوي الى جبل يعصمني من ذاك الفرعون الكافر
و احمل جبال الارض شموخا فوق يدي و اسافر..!
يا سادة هذا الليل
لقد باعوني للفرعون و قد بلغت من الكبر عتيا
و نذرت للرحمن صوما
فلن اكلم اليوم انسيا
فابتهجي يا نجمة داوود
لقد صارت كل المدن سداسية
فابتهجي يا نجمة داوود
اني في هذا الليل خلقت شقيا
لكني لن ابرح يا سادة حتى ابلغ ذاك الشاطئ
او احمل تلك الصخرة
او تأتي الصخرة و الشاطئ احمله
او تأتي القدس الي ..!
يا سادة في هذا الليل اعريكم و سوف اقص على البحر مخازيكم
انتم من باع فلسطين
و ادخل في الليل الى حجرتها كل زناة الليل
ثم تناخيتم بخناجركم و صرختم فيها ان تسكت صونا للعرض
يا سادة هل تسكت مغتصبة ...؟
دعوني ابكي شرفي
داس عليه ابن الكعبة في المحراب
دعوني ابكي وطنا يزنى فيه وراء الابواب
اولاد زناة الليل يا سادة من زمن
هذا الشعب يصرخ فيكم
قد اثقله الجوع و ذل السغبة
اني اعريكم من ملابسكم و افضح فيكم ما فيكم من اسرار
ان تاريخ بلادي يصرخ فيكم خجلا من ثقل الاوزار
يا سادة انتم من باع كرامة شعبي نفطا
يحمل في الليل و يهدى للباب العالي
ليعود نبيذا او عطرا يسكب فوق لحاكم
و يعود سلاحا يقتلني
و تلقى جثماني قربانا لبغاياكم
يا سادة يا اولاد زناة الليل يا سادة قومي
كم ارجو ان افلت من قبضتكم
و كم ارجوا ان تطفأ في جنبي النار
و هذا الشبق الوحشي يغالبني في الصمت على اشعاري
كم ارجو ان القى في الليل امرأة اعشقها
و ترد الى قلبي اوتاري ....!
يا مولاي يا سيد هذا الليل
لن ابرح ..
فهذا العشق يغلبني ..
لا بد لهذا الشعب المحني الهامات من الذل
ان يرفع في وجهك صوت الثورة
ان يتحرر من قيد عبوديتي تتبلغ
ان يعشق طيف امرأة تدعوه
يمارس حق العشق
و ينسى حرمان الماضي و قسوته
لا بد لهذا الشعب ان يصحو من غفوته
و يمارس كل طقوس العشق بحريته
يا مولاي لا تغضب
فالموج سيعلو فوق التل
و هذا النبع لا ينضب ....!
© 2024 - موقع الشعر