ماذا قد تَبَقَّى ؟!!! - حمدي الطحان

للشاعر / حمدي الطحان
 
----------------------------------
 
حزينةٌ كلُّ الحواضرِ والكُفُورْ
 
حزينةٌ هذي السَّواقي والحدائقُ والطُّيورْ
 
حزينةٌ شمسُ النّهارِ
 
وأنجمُ الَّليلِ الضَّريرْ
 
حزينةٌ شُرفاتُنا
 
أحلامُنا
 
كلُّ الشَّواطئِ والبُحُورْ
 
بَلِيَتْ على الأجسادِ أثوابُ الحِدادْ
 
مَلَّتْ نوافذُنا السَّوادْ
 
وقواطعُ الموتِ الغَضوبةِ تَقْضمُ الأجسامَ في لَمْحِ البُرُوقْ
 
كالنَّارِ تَرْكُضُ في الهشيمْ
 
مِثْلَ الرُّحَى جُنَّتْ
 
فَلَيْسَتْ تُوْقِفُ الدَّورانَ
 
أو حتَّى تُبَطِئُ في المَسيرْ
 
الدَّمْعُ يَبْكِي في مَدَى عينيكِ في حُزْنٍ رَهيبْ
 
دَمْعُ الفجيعةِ لا تَمُرُّ ولا تَغِيبْ
 
في كلِّ آنٍ صدمةٌ كُبْرَى يَشِيبُ لِهَوْلِها نَبْضُ القلوبْ
 
أبناؤُنا صَيْدَ الذِّئابِ على الحُدُودِ
 
وفي رُباكِ
 
وفي بُيُوتِ الأهلِ أو بيتِ الغريبْ
 
أجسادُنا أمستْ بِلا ثَمَنٍ
 
بِلا قُدْسِيَّةٍ
 
كم ذا تُبَعْثَرُ
 
في انفجارٍ
 
أو قِطَارٍ
 
أو بِأعماقِ البِحَارِ
 
وبينَ أنيابِ الدُّرُوبْ
 
أعناقُنا ذُبِحَتْ
 
كَمِثْلِ الشَّاةِ في الوَطَنِ العَجِيبْ
 
بالَّلهِ ماذا قد تَبَقَّى كي تَثُورَ دِماؤُنا ؟!!!
 
باللهِ ماذا قد تَبَقَّى كي تَرُجَّ الكونَ غِضْبَتُنا
 
وتَسْطَعُ شَمْسُنا
 
مِنْ بَعْدِ أنْ قَبَعَتْ طويلاً في الغُرُوبْ ؟!!!!
 
----------------------------------------
--------------------------
---------------
© 2024 - موقع الشعر