أهواك ... و لكن - خالد عبيدان

أهواكِ حقَّاً ولكنْ خانني الوترُ
حاولتُ جهدي، فضاع الدرب والأثرُ

ألفيتُ شوقي على زند الظنون هوىً
وخاطري فوق كفّ الشك يحتضر

نظرتُ مرآةَ أحلامي فما احتملتْ
وجهاً به التيهُ والحرمان يأتزر

نظرتُ حولي، فكاد اليأسُ يعصف بي
والهمُّ والصمت والأوهام والضجر

ظللتُ والرعشةُ الحرّى تسامرني
في وحشتي والضّنى والوجد والفِكَر

ظللتُ والأرقُ المحموم يغسلني
بالسهد، حيناً وبالكابوس يَعتصِر

ظللتُ أشدو المنى تلك التي قُبِرَتْ
تعبتُ، لا الشوقُ أحياها ولا الكدر

فَتَّقْنَ جرحاً، ضلوعُ الهمّ توطنهُ
وربّةُ الآهِ ترعاه فينتشر

خِلْتُ الوجودَ أتى بالموتِ يطلبني
والموتُ مما تراءى كاد ينكسر

غيّبتُ عمراً جراحُ اليوم تندبهُ
وآخراً لم يزل بالغيب ينتظر

كلٌّ عليَّ اعتدى حتى الرسائلُ لم
تزل مسائلُها للضدّ تعتمر

لم يبقَ لي غيرُ ذكراكِ التي هزئتْ
بي يومَ كان الهوى بالقلب يستعر

ندبتُها، وكما كانت أتتْ، هزئتْ
بي جملةً، فانتهى الإحساسُ والسَّكَر

أهواكِ حقّاً ولكن لستُ أذكرها
إلا سطوراً بها النسيان يزدهر

© 2024 - موقع الشعر