نفـسُ العبيـد - حمدي الطحان

للشاعر / حمدي الطحان
 
الصمت يصرخ كلما أَمضِي هنالكَ أو أعود
حتى الرصيفُ وبضع أشجارٍ حزينة
مِن ها هُنَا مَرَّ الضجيجُ
ووقْعُ تكبيرٍ عنيد
صَمَتَ المكانُ ولم يزل
صوتٌ يُزلزلُ كالرعود
صوتُ الشهيد
والصمت يَصرخُ مِن بعيد
والبومُ يَجهدُ كي يَطولَ بِجنحِهِ كلَّ الوجود
وهناكَ يعلو مِن جديد
نفسُ النشيد
وهناك قد قبع العبيد
نفسُ العبيد
قنعوا بنفس الكِسْرةِ المُلقاةِ في حِجْرٍ بليد
مَغموسةَ بالذلِّ والقهر الشديد
والسوطُ قد دوَّى وراءَ الظهرِ
يَرغو بالوعيد
نفس العبيدِ وقد رضوا بالدُّونِ مهما قد يكونُ
وبالخنوعِ وبالجمود
نفس العبيد
مِن ألفِ قرنٍ أو يَزيد
نفس الوجوهِ الخاشعة
والأمنيات الضائعة
والتمتمات الخاضعة
والهمهمات الوادعة
والفقر يركضُ في صحاري اليأسِ
والليل المَريد
نفس العبيد
لم يَسأموا زيفَ الوعود
واستمرءوا نفسَ القيود
مِن ألفِ قرنٍ أو يَزيد
نفسُ العبيد !!!
نفس العبيد !!!!!!
*************************************
************************
******
© 2024 - موقع الشعر