تبقَ عامرةً ... - نايف سالم الزهراني

خَلَّدْتَ يَا طارقًا في الكونِ نافلةً
مَعْمُورةً مِن سِياجِ الدينِ و العبرِ
 
مَعمورةٌ تِلْكَ كَالبستانِ زَاهيةٌ
مَهْمَا عَرَاهَا زَمان الجرحِ والخطرِ
 
أَرَاكِ مُؤْتَلِقًا كَالنَّجْمِ نائرةٌ
فَأنتِ دَارٌ مِنَ الأنوارِ و الدررِ
 
كَمْ كُنْتِ تَاجَا مِنَ التِيْجَانِ فِيْ دِوَلٍ
أَزْهَيتِ طِيْبًا بِرُغْمِ الضَّيمِ و الخَسَرِ
 
بَلْ إِنَّهَا سَاحةٌ بِالخُلْدِ بَارزةٌ
رُغْم الجفاءُ بِأَرْضِ العلمِ و الثمرِ
 
أَنْدَلسٌ يَا سِرَاجًا بَارِزا أُفُقًا
فَأَنْتِ فَوْق حِيَادِ النجمِ و القترِ
 
إنَّ الدَّيَارَ الَّتِيْ بِالخُلْدِ نَابِغَةٌ
لَيْتَ الزَّمَانَ يُعِيْدُ الخُلْدَ لِلْبَشَرِ
 
أَنْدَلُسٌ لِكِ فِيْ الأَحْدَاقِ مَنْظَرَةٌ
تَعْيَ القَنَادِيلُ والأَقْمَارُ فِيْ النَّظَرِ
 
حَمَلْتِ بِالعَيْنِ آفَاقًا لَهَا عَجَبٌ
يَا لِيْتَهَا قَد بَقَتْ فِي أَعْيُنِ القَدَرِ
 
مَنْسوجةٌ تِلكَ فِي قَلبِي و فِيْ أُمَمٍ
بَلْ إِنِّهَا بَهْجَةٌ فِيْ بَسْمَةِ الوَطَرِ
 
طَبِيْعَةٌ مِنْ سِيَامِ الطَّيْبِ بَاقِيَةٌ
فَسَوْفَ تَبْقَىْ أَمَامَ الكُلِّ كَالقَمَرِ
 
رَوْنَقُهَا عَانَقَ الأَبْصَارَ فِيْ ألَقٍ
وَمَاؤُهَا مَعْلَمٌ كَالزَّهْرِ وَالمَطَرِ
 
يَا نِعْمَةً فِيْ رِيَاضِ الأَرْضِ عامرةً
حَقَّا هِيَ الرَوْضُ فَوْقَ الحُلْمِ وَالأَثَرِ
 
بَشَاشةٌ بَينَ عِلْمِي مَاؤُهَا أَدَبٌ
وَأَنْتِ رَيْبُ عُلُومِ العلمِ والعبرِ
 
فَإِنِّكِ الزَّهْرُ هَذَا الزَّهْرُ سُنْبُلَةٌ
تُدَبُّ فِيْ في نِهَاجِ العِلمِ كَالثَّمرِ
 
أَنْدلسٌ أَنْتِ نِبْرَاسٌ وَمَنْوَرةٌ
فَوْقَ نَسِيْجٍ مِنَ التَّارِيخِ كالوَزَرِ
 
كَمْ أَنْتِ شَمْسٌ وَكُلُّ الكَونِ خَالِدةٌ
أَبْقَى بِخُلْدٍ دِيَارُ الخُلْدِ كَالبَطَرِ
 
وَا أَسَفِي وَ أَسَى الأَشْعَار فِيْ أَسَفِي
يَا لَيْتَ شِعْرِي رَقَى فِيْ مَوْطِنِ السُّرَرِ
 
مَازِلتِ في صُلبِ أَعْماقِي مناصرةً
حَتَّى وَ إِنْ جفَّ دَمِّيْ بَيْنَ ذِيْ الشَّرَرِ
 
مَهْما أَتَتْكِ سُمُوْمًا تبقِ عَامِرةً
فِي وَجْنَةِ الحِقْدِ وَالحُسَّادِ وَ الغَجَر
 
شعر / نايف سالم الزهراني
مكة المكرمة
© 2024 - موقع الشعر