فاستخفَّ قومه - حمدي الطحان

للشاعر / حمدي الطحان
 
في ذلكَ العصرِ الأبيدْ
في سالفِ الأزمانِ
قامَ الذِّئبُ يُقْسِمُ أنَّهُ الحاني الوحيدْ
وبِأنَّ بينَ حَميرِ غابتِنا انتهاكاتٌ تَسودْ
واستفحلَ الخَطَرُ الشَّديدْ
فالماءُ مَسمومٌ
وضَوءُ الشَّمسِ بِيعَ ولن يَعُودْ
حتَّى الهواءُ لِغابةِ الأعداءِ
مَنصوصٌ عليهِ في العُقُودْ
ولَقد أَتينا بالشُّهود ...
 
*****************
هَزَّ القرودُ ذُيولَهم
صاحُوا بِصوتٍ راعِدٍ فاقَ الحُدُودْ
الموتُ لِلأشرارِ
للفُجَّارِ
لِلعملاءِ
لِلُّعناءِ
أربابِ الخِيانةِ والجحودْ
ثُمَّ استداروا راقصينَ على الطُّبُولِ
وزغردُوا
واستأنفوا عَزْفَ النَّشيدْ :
عاشَ الرَّشيدُ ابنُ الرشيدْ
عاشَ السَّديدُ ابنُ السَّديدْ
عاشَ المَهيبُ الرُّكْنُ
والفَذُّ الفريدْ
مَن يَحْمِلُ الشَّمسَ البهيَّةَ لِلوجودْ
مَن سَلَّ سيفًا قد تَزَيَّا بالبروقَ وبالرُّعودْ
في الكُتْبِ مَذكورٌ
وفي كلِّ الأساطيرِ القديمةِ
مُنذُ عصرِ الغُولِ
والعنقاءِ
مَعشوقُ الجُدُودْ
ذاكَ الذي قد صَفَّدَ الشيطانَ
والطّوُفانَ
والجِنَّ المَريدْ
واستاقَهم قَسْرًا
إلى القفصِ الحديد ...
 
*************
مِن فَوْرِها
ضَجَّتْ بِغابتِنا الثعالبُ
والأرانبُ
والفُهُودْ
دُقَّتْ طُبُولُ الحربِ
واحتشدَ الجُنُودْ
نُصِبَ الحريقُ
ونُصِّبَ المَلِكُ الجديدْ
نُصِبَ الحريقُ ونُصِّبَ الملكُ الجديدْ ...
 
............................................
.............................
.............
© 2024 - موقع الشعر