لا تهدئي

لا تهدئي أمَ البلادِ سجامُ
حتى يكونَ ليومِك التالي مقامُ

واشُدُّ مِعصَمكِ فزيدي قوةً
للرفضِ مسكاً قد يكونَ ختامُ

أنتِ الحنونةُ للبلادِ وقيدُكِ
ما زالَ حتى صافَََحَتهُ عِظامُ

والفقرُ مقبرةٌ بجسمِكِ لا أرى
غيرَ الرغيفِ المرِّ فيكِ طعامُ

وقعيدةٌ لا تهتدينَ لكِسرةٍ
جوع ٌ أهذا أم عليكِ صيامُ؟

وأزيلي عنكِ مرارةَ الخوفِ الذي
غطى كما غطى السماءَ غمامُ

يسري الهوانُ على دمائكِ فاقطعي
شريانَ صمتكِ وابدئيهِ كلامُ

لا ذلَّ بعد اليومِ إنْ طالتْ لنا
روحٌ وانْ كتبتْ لها إعدامُ

فتحيةٌ للشعبِ انتم دولةٌ
وجميعُكم رؤسَاؤُها وعظامُ

يا مِصرَ شعبُكِ لا يملُّ شرارةً
يأبى السكوتَ بلحظةٍ وينامُ

قد آنَ وقتُ الحرِّ أنْ يضعَ الصنمْ
ويقولُ يكفي ليسَ بعدُ أُضَامُ

فقرٌ فسادٌ ظلمةٌ ومجاعةٌ
سوطٌ وقيدٌ يرتديهِ أنامُ

يكفي المذلةُ ما رأيتُ من السنينْ
والعيشُ موتٌ جانبيهِ ظلامُ

لنْ تستخِفُّوا عقلَنا لنطيعُكُم
أفواهُنا تضعوا عليها لِجامُ

لنْ نكتبَ السطرَ الجديدَ تنازلاً
أو نعلنَ الحبَّ العظيمَ سلام ُ

قد آنَ تحنيطُ الفراعنَ جملةً
وعليه ِلبّى القائمين لِزامُ

لا لنْ تُزيلوا غضبةَ الحرِّ إذا
برداً سَكبتمْ تحسَبوه وِئامُ

لا تحسَبوا الكلماتَ رنَّتْ مسمَعي
أو حرفُكمْ أُعطي عليه وسامُ

إنَّ الفسادَ إذا فَشى لا ينتهي
غيرَ الذي يُبري عليه سهامُ

العزُّ عشق ٌ لا يزالُ بصوتنا
حتى وانْ غنى الظلام َغرامُ

فالظلمُ ظلمٌ لنْ يكونَ سوى شظى
للنارِ تؤذي بعد ذاكَ حطامُ

للثارِ في قلبِ العزيزِ مكانةً
ودماءُ شعبِكِ لا يزالُ مَرامُ

قد آنَ إعلانُ الكرامةِ والغضبْ
ثوبٌ جديدٌ يرتديهِ غلامُ

أحرارُ شعبكِ لا يزال مهددٌ
وعليهِ أنْ يعطي الأمورَ زِمامُ

فاللهُ يحمي الدارَ إنْ نفِدتْ بها
سبُلُ الحمايةِ يستجيبُ دوامُ

لا تهدئي أمَ البلادِ بقيةٌ
حتى يسودُ العدلُ إنْ سقطَ النظامُ