قبل سبعين عام

لـ فيصل الجابري، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

قبل سبعين عام - فيصل الجابري

قبل سبعين عام مات لأبوي جَد
جد اسمه مطير كان راوي للصفوف

كان شاعر حكيم إن بدع وإن كان رد
وهرجته في المجالس كنها ضرب السيوف

حلمت به في منامي قام ثم ارتعد
واعتزى أبو ماطر وقال أنا إيش أشوف

الملابس قضاف ولا أنا بي رمد
وش بلا الثوب ياربعي ضيّق شظوف

هاتوا الثوب حقي اللي محرود حَرْد
وفين خلفات بعدي فّرقتها الظروف

قلت ياجد أبنشدك عدّد عَدَد
إش تغيّر عليك قلّنا اش تشوف

قال كلّه تغيّر اش أقول وإش أعدّ
المرَة استرجلت والغليّم هنوف

الأناثي يتاجرنَ العقار والخرد
والرجال في البيوت منعّمين الكفوف

يرضّعون أطفالهنّ ويلعّبون الولد
ويرتعد قلبه منها يرتعد كثر خوف

تعرفه يشحدك وإن عطيته جَحَد
وينْكرك ماحصَل وجاهزٍ بالحلوف

والحريم شفتهن مبيّنات النّهد
من حيَا بنتنا ضاري تسمّى غَدوف

وشفت تلفاز أوادم وظني مابه أحد
في عليبة تنك محطوط فوق الرفوف

ويهُرجون مع بعضهم شي قُرب وشي بُعد
ألو .. ألو يارياض ألو .. ألو يا هفوف

والعرب شفتها تكتب بآلة ويد
ويكتبون الكلام وينطقون الحروف

وكل وِرْعٍ معاه موتر ومستعد
مستعد للوفاة ويا حسوفي حسوف

والقصور مشيّدات ياعساها الهدَد
ما كما بيت الشّعَر اللي مسوّى بصوف

والمطر إش بلاه لا بروق ولا رعد
ولا سيول سايلة ولامياه وسط جوف

وحمض وادي الشريف إش بلاه انفقد
لاعاد يرعى بعير ولعاد يرعى خروف

تأكلون البروست وتحسبونه رغد
ما كما فتّ الكسيرة في حليب أو رشوف

تشرب وراها قريطيع من جمّ عِدّ
لا مياه التحلية ولا جميع الصنوف

وأفراحكم يا وليدي نكد في نكد
تقضونها بين قاعات الرفيدي ونوف

رحت أدوّر أصدقايه من خصيفة ودَعَد
وليا المفرّق ياوليدي حافهم بعدي حوف

قلت ما أبغى الحياه غير سبت أو أحد
لين أروح للحرم ثم أبسْعى وأطوف

ثم أبحفر في الأحث قبر وسطه لحَد
ثم أبدخل وأنادي يا رحيم يا رؤوف

© 2024 - موقع الشعر