خاب رجاونا ،أيّتها النّخب - يوسف السبوعي

قد خاب رجاؤنا
 
أيّتها النّخَبُ
 
و جاءنا منكم
 
عجبٌ لم تُحدِّثْ به الكُتُبُ
 
الثورة شمسٌ في سمائنا
 
قد أشرقت
 
و أنتم في سماء الثورة
 
الغَيْمُ و السّحُبُ
 
غريب أمرُ أهْلِ الأمْرِ في وطني
 
و حالهم ملل و شأنهم عجبُ
 
أحزابهم لخدمة الأهواء قد جُعلتْ
 
فيها الشقاق و النفاق
 
و الإرهاق و التّعبُ
 
يفسدون كلّ جميل
 
تفتّح في الوطن
 
و يخيّبون آمال
 
منْ راح ينتخبُ
 
يختارُ ثوريّا
 
يراه معتزّا بثورته
 
فيذهب الثوْريُّ
 
مع الأزلام ينقلبُ
 
، و نحسبُ أنّ حزب الكذا
 
لا يذهبُ مع كذا
 
فَيَرَى حزبَ الكذا
 
يميل مع من ذهبوا
 
و نظنّ أنّ لحزب الكذا
 
عناقيدَ أفراح
 
فإذا بِحزب الكذا
 
ليس له عنبُ
 
و حزب الذين
 
صار كحزب اللواتي
 
و حزبُ منْ غلَبوا
 
صار كحزب منْ غُلبوا
 
و حزب من بيتهم
 
عزّ و مكرمة
 
كحزب من لا عِزَّ لهم
 
و بيتهم خربُ
 
و مستقلّون،،، بعضهم يرى
 
أنّه في ذاته حزب
 
و أنّه علم في رأسه نار ،
 
و في ذيله لهبُ
 
و أحزاب تشتري النوّاب
 
و نوّاب من الأحزاب تنسحبُ
 
و ينظمُّ هذا إلى ذاك
 
،و يهرب ذاك مِنْ حِزْبٍ
 
رجاله من حزبٍ آخر هربوا
 
و يساريّون يناصرون رؤوس المال
 
و يمشون في ركب
 
من سرقوا و من نهبوا
 
و آخرون يهرولون
 
حتّى لبني صهيون
 
قلوبهم عبريّة ،
 
و هم مثلنا عربُ
 
و هذا يريد ان يكون رئيسا
 
فيصنع له حزبا
 
على رأسه ينتصب
 
و من تحته ينسلخ رجال
 
،يقودهم رجل له في السياسة حسب و نسبُ
 
يصير لنا حزبان
 
ينقسمان إلى حزبين
 
يصير لنا أربعةٌ
 
من الأحزاب تحتربُ
 
و تتقسّم الأحزاب
 
إلى أحزاب و هكذا كلّ حزبٍ له الحجّة ٌ في الوجود
 
و له السّببُ
 
و نائبان يتعاركان في البرلمان
 
و نائب يحزُّ العراك
 
و يكثر التهييج ُ
 
و التهريجُ و الصّخبُ
 
و نائب يسطو على
 
كراس نائبة و يجري
 
يطارده نوّاب ،
 
لكن أنّى يُقْتَرَبُ
 
و نوّاب يكتبون عريضة يوقّعونها
 
فيسطو عليهم نائبٌ
 
يمزِّقُ ما كتبوا
 
و كتلة تحتجّ
 
و كتلة ترتجّ
 
و كتلة تعوجّ
 
و كتلة تنتحبُ
 
و كتلة تعتصم
 
و كتلة تختصم
 
وكتلة تجمّع امْرها
 
و تنسحبُ
 
و تصير صعلكة
 
و ينادي شنفرة
 
،هلمّوا إلى منِ انْقلبوا
 
و يَبْنُون رُكحا فرْسخا
 
تجري عليه
 
الأغاني الراقصات و الخطبُ
 
دمنا احمر و دمهم أسود ،
 
شهرنا نوفمبرُ و شهرهم رجبُ
 
نساؤنا عاريات الصّدور
 
و نساؤهم تختمر و تحتجبُ
 
نحن-تونسيون دفعة واحدة-
 
و هم تونسيّتهم عقيمة و جلدهم جربُ
 
و يركبون أعلى الخيول ،،
 
و لا يقدرون على شيء
 
فكلّ كلامهم زيف
 
و كلّ أقوالهم كذب
 
و الشعب قال فيهم رأيه من قبل
 
فلهم من الأصفار ما كسبوا
 
و عليهم من الصدّ
 
ما اكتسبوا
 
قد ولّى الزمان الذي
 
يحكمنا فيه العمُْدَةُ
 
و البوليسُ و الشُّعَبُ
 
قد ولّى زمان الزّيف بالسّيْفِ
 
قد ولّى دقّ الدفّ للسلطان
 
و الرقص للوالي و الشدْوُ
 
و الطربُ
 
أفيقوا يا أيّها المثقّفون في الوطن
 
و عودي إلى الرُّشْدِ
 
أيّتها النُّخبُ
 
………
 
يوسف السبوعي
 
youcefesboui@yahoo.fr
© 2024 - موقع الشعر